عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

يسقط كريازي وتحيا الثلاجة

احدي السيدات تعمل في الإذاعة المصرية بحثت عن محمولي وحصلت عليه من الجريدة، تحدثت معي لمدة ساعة وربما أقل عن مشكلة تؤرق وتنغص عليها حياتها وهي الثلاجة، السيدة الفاضلة بعد ان حكت لي بتفاصيل دقيقة مشوارها مع هذه الثلاجة، أصرت وبشدة أن أكتب في عمودي عن المشكلة، قائلة: إذا لم تكتب أنت وغيرك فلمن نلجأ؟، ومن الذي يعيد لنا حقوقنا؟، نصحت السيدة أن تذهب إلي مقر الجريدة وتلتقي بالزميل طارق يوسف المسئول عن باب متاعب الناس، رفضت وبشدة: أريدك أنت أن تكتب عن مشكلتي وتطالب المجلس العسكري أو المهندس شرف أن يعيد لي أموالي أو ان أحصل علي ثلاجة جديدة، حاولت ان أوضح لها أن المقالات والأعمدة تتناول القضايا والمشاكل العامة وليست المتاعب الخاصة، قالت: أنا أشتري الجريدة لكي أقرأ لك، فلماذا لا تقف بجانبي عندما احتاجك؟، إذ لم تكن وظيفة الكتاب أن يساعدوا الناس فلماذا تكتبون؟، قلت لها: نحن علي اعتاب حياة سياسية جديدة، وتعلمين أن الكتاب منشغلون في تناول شكل النظام السياسي القادم، ومشكلة تعديل أو تغيير الدستور، وهل نظام الحكم سيكون برلمانيا ام رئاسيا؟،  هذا إلي جانب ظهور الجماعات السلفية علي الساحة السياسية، قاطعتني قائلة: أنا الشعب الذي تتحدثون عنه، وإذ لم نكن آمنين علي حياتنا وعلي حقوقنا فلا فائدة من كل ما تقوله هذا، ايه يعني لما يكون الحكم برلمانيا أو رئاسيا والشعب مش عارف ياخد حقه؟،

ما الذي يعود علينا من مدة الرئيس والمصانع والشركات تحتال علي المواطنين؟، ايه اللي هناخده من إلغاء أمن الدولة وما فيش رقابة علي الأسواق؟، ايه اللي هيعود علينا من الأحزاب وأنا مش عارفه أخد فلوس الثلاجه؟، قلت لها: لما يكون فيه ديمقراطية وتعددية حقيقية وسيادة القانون هتخدي حقك، ضحكت بسخرية وقالت: موت( بالطبع مش أنا تقصد الديمقراطية وسيادة القانون) يا حمار، هو حضرتك عايزني انتظر كل ده علشان آخد فلوس الثلاجة، ما هي القوانين كانت موجودة والشركة باعت لي ثلاجة معيوبة،

هو مش كريازي ده اللي ابنه ضرب ضابط شرطة وهرب بره؟، قلت: أظن أنه عاد وتصالح مع الضابط، ردت قائلة: بعد أيه، مش دفع له مليون جنيه، انا بقي عايزاك تخلي المجلس العسكري يجبلي تمن الثلاجة أو ثلاجه جديدة، قلت لها: نحن لسنا جهة تنفيذية، وظيفتنا الكتابة فقط.

وربما لا يقرأ المسئولون ما نكتبه، ردت قائلة: لأ بيقرءوا كويس ولما بيعوزوا يعملوا حاجه هيعملوها، لكي لا أطول عليكم أقول السيدة الفاضلة، لا أذكر أنها قالت اسمها أو عنوانها، اشترت ثلاجة ماركة كريازي منذ سنتين، بعد شرائها ظهر بها عيب في الصناعة، لم تذكره لي ولم أسأل عنه، اتصلت بالشركة وتم اصلاحه، بعد فترة بسيطة ظهر العيب مرة أخري وتكرر بعد ذلك، في شهر رمضان الماضي ظهر العيب وانتقلت الثلاجة للمصنع، ومنذ تاريخه الثلاجة لم ترجع للسيدة بسبب تشككها في الموتور، وربما لإبلاغها الجودة والمتانة أو حقوق المستهلك، والسيدة تري أن الشركة يجب ان تغير السلعة او تعيد ثمنها إلي المستهلك في حالة ظهور عيب تصنيع بالسنة الأولي، وعيب الثلاجة ظهر من السنة الاولي، هل المشير حسين طنطاوي قائد المجلس العسكري الحاكم، والمهندس عصام شرف رئيس الحكومة المؤقته يستطيعان اجبار كريازي بجلالة قدره بتغيير الثلاجة أو اعادة ثمنها للسيدة الفاضلة؟، هل سيوفران القوانين اللازمة لحماية المستهلك؟.

[email protected]