رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مظاهرات بالصليب وأخري بالمصاحف


بداية يجب أن نؤكد علي شرعية مطالب الإخوة الأقباط الذين يعتصمون أمام ماسبيرو، وكذلك مطالب الذين يتظاهرون في شوارع القاهرة، ونؤكد أيضا تضامننا الكامل مع مطالبهم الخاصة بمحاكمة الذين اعتدوا علي كنيسة قرية صول، وحقهم في إعادة بناء الكنيسة بمكانها وعلي نفس المساحة، ونتفق كذلك مع جميع مطالبهم الخاصة بقانون لبناء الكنائس وآخر للأحوال الشخصية،
وبالطبع نتفق جميعا علي إقامة دولة مدنية تحتكم للقانون ولا ترتكن إلي الديانة، والمساواة بين المصريين في التوظيف وفي المناصب الحساسة والقيادية دون تمييز ديني أو عرقي، لكن هناك ثمة سؤال يجب أن نطرحه وعلينا أن نجيب عنه بدون أية حساسيات أو تشنجات عنصرية، وهو: لماذا تم رفع الصليب والأناجيل في المظاهرات وخلال الاعتصام؟، هل هي مظاهرات دينية؟، وهل مظاهرات مثل هذه تتوافق والدولة المدنية التي تطالبون بها؟، هل يعقل أن نستخدم الرموز والشعارات الدينية في مطالب سياسية؟، هل تطالبون بإلغاء المادة الثانية من الدستور وأنتم ترفعون الصلبان في الشوارع؟، ما الفرق بين شعار الإسلام هو الحل والمسيحية هي الحل؟، قبل ثورة 25 يناير بشهور كتبت هنا عدة مقالات طالبت فيها الأخوة الأقباط أن يتركوا الكاتدرائية ويخرجوا إلي الشوارع يطالبون بحقوقهم، وقلت إن التظاهر داخل الكنيسة أو المسجد له مسمي واحد بأنها مظاهرات دينية وعنصرية.
وقلت إنه من غير المنطقي أن نقف داخل الكنائس أو المساجد ونطالب بحقوق سياسية أو اجتماعية، وطالبت آنذاك الإخوة الأقباط ألا يحملوا البابا شنودة أكثر مما يجب، وعليهم أن يلجأوا إليه في احتياجاتهم الروحية الدينية فقط، أما عدا ذلك فعليهم النزول إلي الشارع أو الحزب أو البرلمان أو النقابات أو التكتلات السياسية، وقلت لا يجب إدخال الرموز الدينية في العمل السياسي، لأن السياسة في النهاية تحتاج للمراوغة والالتفاف والملاينة والمحايلة والعنف والخداع، ومعظمها صفات غير أخلاقية، ننأي برموزنا الدينية عن التلوث بها، وطالبت أن نتكاتف جميعا لبناء الدولة المدنية، وقلت إن مساعينا هذه لن تأتي عن طريق اللجوء لرجال الدين أو الوقوف داخل دور العبادة، وعندما قامت ثورة 25 يناير تحقق هذا بشكل مدهش، حيث خرج جميع المصريين دون أية شعارات أو رموز دينية يطالبون بكرامة
وحرية وعدالة اجتماعية، وعندما وقعت حادثة قرية صول، شاهدنا انتكاسة حادة بين المصريين الأقباط، بدلا من أن يرفعوا علم مصر ويطالبون بالقصاص، رفعوا الصلبان والأناجيل وتقدموا بمطالبهم المدنية، وهذا بالطبع يعيدنا إلي فكر ما قبل الثورة.
كما أنه يؤكد أن المصريين الأقباط يريدونها مدنية علينا ودينية لهم، بمعني أنهم يطالبون المصريين المسلمين بعدم استخدام واستغلال وتوظيف الدين، وهم يستغلونه ويوظفونه ويستخدمونه في حياتهم المدنية، يرفضون الإخوان المسلمين لأنهم يرفعون شعار الإسلام هو الحل، وينتقدون بشدة من يتمسك بالمادة الثانية في الدستور، ويطالبون بفصل الدين عن السياسة، في الوقت الذي يفوض فيه معظمهم البابا بمطالبهم السياسية، ويرفعون الصلبان في مظاهراتهم المدنية، وخطورة هذا تتضح في أنهم يتمسكون بمفهوم الإخوة في الدين وليس الإخوة في الوطن، كما أنه يجهض محاولاتنا الحسيسة لبناء الدولة المدنية التي نعيش فيها جميعا كمواطنين، من هنا نطالب النخب المصرية القبطية أن توعي أخوتهم في الدين بأن الدولة المدنية تتطلب: اللجوء إلي البابا فقط في الأمور الخاصة بالديانة، وعدم استخدام الشعارات والرموز الدينية عند المطالبة بحقوق مدنية، والانخراط في الشأن العام والمشاركة الجادة في الفعاليات السياسية المختلفة، كما نطالب المهندس عصام شرف رئيس الحكومة بأن تفعّل حكومته القوانين الخاصة باستخدام الرموز والشعارات الدينية في الحياة السياسية، مثل رفع الصلبان أو المصاحف أو غيرها من الشعارات والهتافات العنصرية، وأن يغلظوا العقوبات الخاصة بها لكي نجنب البلاد شبهة الفتن والعنصرية.

[email protected]