رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إنتاج النظام السابق

الصديق الكاتب عمرو خفاجي رئيس تحرير جريدة الشروق طرح الأسبوع الماضى في برنامجه(انتخابات الرئاسة) في قناة "أون تى فى" سؤالا على قدر كبير من الأهمية، هو: هل لو جاء أحد رموز النظام السابق على رأس الدولة يعنى بالضرورة إعادة إنتاج هذا النظام؟، هل فوز الفريق شفيق بمنصب الرئيس سوف يعيد نظام الرئيس حسنى مبارك مرة أخرى؟.

هذا السؤال سبق وروجت إجابته جماعة الإخوان المسلمين عقب تأكدها من إعادة د.محمد مرسى مع الفريق شفيق، وقد أسهبت الجماعة فى تصوير المشهد، فاستدعت منه فتح المعتقلات، قتل الثوار أو الانتقام منهم، عودة بعض الرموز الفاسدة إلى تولى مناصب قيادية فى الحكومة ومؤسسات الدولة، ظهور رجال الأعمال الفاسدين الذين سرقوا أموال الشعب، استمرار رجال الشرطة فى بطشهم وظلمهم، عودة قيادات جهاز أمن الدولة إلى مواقعهم مرة أخرى، صدور أحكام براءة ضد المتهمين فى قضايا قتل شهداء الثورة ومصابيها، تجميد نشاط الأحزاب السياسية، إعادة حبس جماعة الإخوان فى خانة المحظورة، بالإضافة إلى عودة سياسة القمع والبطش والفتن والتعذيب مرة أخرى.
بدون شك هذا المشهد يخلع القلوب ويزرع الفزع فى صدور المصريين البسطاء، فما بالك بالمتحولين والطامحين والطامعين وبالذين ركبوا الثورة، والذين ارتدوا ثوب الثوار، لذا نرى أننا لكى نتوصل إلى إجابة محايدة تتوافق والواقع الذي نعيشه فى هذه الفترة، يجب ان نعيد صياغة السؤال إلى صياغة تساعد ورؤية المشهد بشكل غير ملتبس أو تفتح نافذة تطل على المشهد السياسى من زاوية أفسح وأرحب لا تتعمد اختزال أو اجتزاء المشهد، فصياغة السؤال كما هو مطروح من جماعة الإخوان المسلمين ومن يوافقهم:" هل اختيار أو فوز الفريق شفيق يعيد إنتاج النظام السابق؟"، تحصرنا فى إجابتين لا ثالث لهما هما (نعم ــ لا)، لهذا نقترح أن نوسع المجال أمام الاختيارات أو نصنع النافذة الجديدة وذلك بإعادة طرح السؤال فى صياغات مغايرة، على سبيل المثال:
هل الفريق أحمد شفيق قادر على إعادة النظام السابق فى حالة فوزه بكرسي الرئاسة؟، هل لو تولى حسنى مبارك بشحمه ولحمه الحكم مرة أخرى سيتمكن من إعادة نظامه الفاسد؟، نعيد السؤال فى صياغة مبالغ بها: هل لو عاد مبارك بجميع مؤسساته وأدوات قهره وجميع الرموز التي كان يعتمد عليها سوف ينجحوا فى إعادة عقارب الثورة للخلف؟، هل المشهد من الممكن أن يعود إلى ما قبل الثورة بجميع تفاصيله وألوانه وحركته وحواره؟، هل الخريطة  السياسية للبلاد بعد الثورة تسمح بتركيب ما سبق تفكيكه؟، هل الشعب المصري سيظل هو نفس الشعب الذي كان يحكم عبر ثلاثين سنة؟، هل

الأجهزة الأمنية التى انكسرت وهزمت فى بداية الثورة ستظل عقيدتها حماية الحاكم كما كانت قبل الثورة؟.
قد يرى قيادات ورموز الإخوان والثورة وتوابعهم على خلاف الحقيقة أن عقارب الثورة قد تعود للخلف، وأن المشهد يمكن رجوعه إلى سنوات ما قبل الثورة، وأن الفريق شفيق قادر على إعادة تركيب نظام تم تفكيكه، وقد يؤكد ويقسم هؤلاء أن الثورة ستنتهي وأن المصريين الذين خرجوا يطالبون بالحرية والعدالة الاجتماعية وبالكرامة سوف يعودون مرة أخرى إلى جحورهم، وسوف يضيفون إلى هذا ما سيستجد على المشهد الانتقام من الثوار ومن رموز وقيادات التيار الدينى والسياسي فى البلاد.
وقد نساير هؤلاء في تصويرهم للمشهد، ونرى معهم أن الفريق شفيق سوف يحاول إعادة المشهد إلى ما قبل الثورة، لكن كيف؟، وما هي أدواته التي سيستخدمها في  إعادة تركيب مشهد سبق تفكيكه منذ أكثر من عام؟، ومن الذى سيوافقه على عودة عقارب الثورة للخلف؟، وما الذي سيعود عليه من الوقوف ضد شعب ثائر؟، هل جهاز الشرطة من الغباء ان يدخل معركة مرة أخرى سوف يكسر ويهان بها، هل مجلس الشعب بأغلبيته الإخوانية سوف تشارك الفريق شفيق فى إعادة البرلمان إلى فترة د.فتحى سرور؟، هل الكتاتنى وأعوانه من جماعة الإخوان والأحزاب سوف يخدمون على إعادة إنتاج المشهد القديم بتفصيل القوانين؟، هل الشعب المصري سيوافق على الدخول مرة أخرى إلى مشهد ثار عليه وحطم أركانه؟، هل الذين حملوا أرواحهم وفتحوا صدورهم للموت سيقبلون بأقل من الحرية والكرامة والعدل والديمقراطية؟.
أظن أن الشعب المصري أذكى من أن يسمح لشفيق أو لمرسى بتغيير خريطة المستقبل سواء بإعادة تركيب ما سبق تفكيكه أو بإنتاج مشهد مماثل يحكمه المرشد نيابة باسم الله عز وجل.
[email protected]