رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أزمة شفيق ومرسى

وصول الفريق أحمد شفيق والدكتور محمد مرسى إلى مرحلة الإعادة أوقع مصر فى أزمة لا تحسد عليها، حيث أصبح على المصريين الاختيار(حسب تعبير البعض) بين النظام القديم وبين الثورة، وفى صياغات أخرى (لبعض النخب) بين فلول النظام ومبادئ الثورة، وفى صياغة ثالثة(للبعض) استكمال الثورة وبين التخلى عنها، وفى صياغة رابعة بين تكريم دماء الشهداء وبين فتح المعتقلات والسجون.

هذه الصياغات تعبر عن رأى أغلب النخب الفضائية، أقصد التي تطل علينا فى الفضائيات يوميا، بالإضافة إلى مقدمي برامج التوك شو الذين يرتدون ثوب زعماء الثورة وقادة الفكر والرأي، والمؤسف أن بعض هؤلاء اتهموا الذين صوتوا للفريق شفيق بأنهم خونة، والبعض الآخر أكد أنهم عملاء، والبعض الثالث وصفهم بالفلول.
وفى ظني أن الأزمة التي تمر بها مصر ليست بسبب الاختيار الصعب، بل إن الأزمة الحقيقية فى الفكر وفى تشوش الرؤية بسبب النفعية وتقديم المصلحة الشخصية عن المنفعة العامة وهى مصلحة الوطن.
ولكي نوضح هذا التشوش المتعمد علينا أن نميز بين الثورة والأشخاص، وبين الثورة والجماعة، وعلينا ان نرى المشهد بشكل أكثر حيادية، وبداية يجب ان نعترف بأن جماعة الإخوان المسلمين منيت بهزيمة كبيرة في انتخابات الرئاسة، وأن أغلبية الذين صوتوا فى الانتخابات كانوا ضدهم، وأن الإخوان يحاولون الآن التفاهم مع القوى السياسية لإنقاذ ماء وجه الجماعة ومساعدتها فى الفوز بكرسى الرئاسة وفى تمكينهم من إحكام السيطرة على البلاد.
ثانيا: إن محمد مرسى شخصية ليست لها تاريخ ولا يمتلك الثقافة ولا القدرات التى تؤهله لكرسى الرئاسة، أو حتى التى تضيف له ميزة عن منافسيه.
ثالثا: إن الذين اختاروا مرسى صوتوا لجماعة الإخوان وليس لثقافة وقدرات مرسى.
رابعا: إن البلدان لا يحكمها جماعة دورها الدعوة إلى الأخلاق الحميدة، بل أشخاص لديهم قدرة على التقدم بالبلاد.
خامسا: ليس محمد مرسى أو جماعة الإخوان هو الثورة، والمعروف أن مرسى لم يشارك فى الثورة وتم احتجازه هو وبعض الشخصيات يوم 28 يناير وخرج مع اقتحام السجون، كما أن جماعة الإخوان لم تقد الثورة بل كانت إحدي الفصائل التى شاركت بعد قيامها وانتفعت منها فيما بعد.
سادسا: إن اختيار مرسى لا يعنى بالضرورة خيانة للثورة ودماء الشهداء وارتداد للنظام السابق، بل يمثل للبعض مصدراً للاستقرار وإعادة هيبة الدولة.
سابعا: إن نجاح شفيق لا يعنى إعادة إنتاج للنظام القديم، وليس بالضرورة إعادة فتح المعتقلات والسجون، لأن مؤسسات الدولة لم تعد هي ذات المؤسسات القديمة، مجلس الشعب، والحكومة، والشعب نفسه لم يعد هو نفس الشعب، فقد تغيرت المشهد بالكامل، كما أننا لا نضمن ديمقراطية مرسى او جماعة الاخوان، فقد تكون الجماعة أكثر ديكتاتورية وعنفا من شفيق ومن النظام السابق، والشواهد فى مجلس

الشعب تؤكد محاولتهم التكويش على المتاح، وعدم استماعهم لآراء القوى السياسية الأخرى.
ثامنا: إن إمكانية عزل الفريق شفيق أو اختيار غيره فى انتخابات حرة ستكون أسهل وأبسط بكثير من عزل واختيار بديل لمرسى، لأن مرسى يمثل جماعة لها أيديولوجيتها الدينية، وهذه الجماعة سوف تعمل على امتلاك جميع مفصلات الدولة من خلال رئيسها، وسيكون من الصعب وربما من المستحيل تغييرهم، ولن ننجح سوى بقيام ثورة أشد وأعنف من الثورة التى عزلنا فيها الرئيس مبارك، لأن خروجنا على رجال الجماعة هو بالضرورة خروج وابتعاد عن شرع الله وكتابه وسنة رسوله الكريم.
هذه الملاحظات أسجلها هنا ليس لكى أوضح مميزات الفريق شفيق عن مرسى وجماعته، وليس لمناصرة شفيق والتشجيع على اختياره، فهو ومرسى فى ظنى غير مؤهلين للفترة القادمة، بل سجلتها فقط لكى لا ننساق وراء التحليلات النفعية التى نسمعها مساء وصباحا فى برامج التوك شو الموجهة لمصالح مقدميها.
وفى ظنى أن المخرج من الأزمة التى نواجهها اليوم هو فى تشكيل مجلس رئاسى يشارك فيه صباحى وأبو الفتوح وشفيق ومرسى، يتولى فيه كل منهم رئاسة البلاد بالتناوب لمدة عام، وان يكون القرار بالأغلبية فى القضايا الوطنية المصيرية، على أن تشكل الحكومة من شخصيات وطنية ولا يرأسها أية شخصية إسلامية، يتم خلال حكم هذا المجلس الرئاسى وضع دستور دولة مدنية ديمقراطية، وانتخاب برلمان حقيقى يعبر عن مصالح الوطن والمواطنين، وإجراء انتخابات للمحليات نزيهة وشفافة، وقبل كل هذا تكريم المجلس العسكرى (بغض النظر عن الأخطاء التى وقعوا فيها) ورجال القوات المسلحة على دورهم فى الثورة وقيادة البلاد خلال فترة قاسية وصعبة، وأيضا على المجلس الرئاسى أن يسعى إلى إجراء مصالحة وطنية حقيقية بين جميع الفصائل والقوى السياسية، ونرفع شعار مصر قبل وفوق كل الأجندات.
[email protected]