رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين شفيق ومرسى

حتى كتابة هذه السطور كانت النتائج تشير إلى أن الإعادة ستجرى بين الفريق أحمد شفيق وبين د. محمد مرسى، وهذه النتيجة لن يرتاح لها الكثير من أبناء هذا الوطن، شباب الثورة سيرون فى تصدر شفيق إعادة إنتاج للنظام السابق، ووصول مرسى فيه إعلاء وسيطرة للفكر الوهابي،

أنصار مرسى سيحاولون بقدر الإمكان تشويه صورة شفيق لإتاحة الفرصة لصعود مرشح الجماعة وإحكام سيطرتهم على مؤسسات الدولة، حيث سيرفعون شعارات فلول النظام السابق، وعسكرة النظام الحاكم، وانكسار الثورة وضياع أهدافها، وقد يساعدهم فى هذه الحرب الشرسة بعض شباب الثورة، وبعض أنصار حمدين صباحي أو عبدالمنعم أبو الفتوح، وقد ينضم أنصار حمدين وشباب الثورة إلى مساندة شفيق، لأن الصراع فى الإعادة سيكون بين مفهومين للدولة المصرية، وهما الدولة المدنية التى يمثلها الفريق شفيق أو النظام السابق كما يحلو للبعض، وبين الدولة الوهابية الدينية التى يمثلها محمد مرسى ومن خلفه جماعة الإخوان المسلمين والجماعة السلفية، ونظن أن الذين يحلمون بالدولة المدنية الديمقراطية سوف ينحازون إلى الفريق شفيق، على اعتبار أن مؤسسات الدولة لم تعد هى نفسها التى كانت تدير النظام السابق، كما أن الشعب المصرى لم يعد هو نفس الشعب الذى كان يدار من خلال الأجهزة الأمنية فى عهد مبارك، فالمؤسسات الجديدة والفكر الثورى سوف لا يسمحان لإعادة إنتاج النظام القديم.
وبغض النظر عن آلية صراع الإعادة ومفاهيمه وعناصره، هناك ثمة سؤال يجب ان نتوقف أمامه، وهو: كيف وصل الفريق شفيق إلى هذه الدرجة فى الانتخابات؟، ولماذا خسر محمد مرسى كل هذه الأصوات؟.
أظن أن حصول الفريق شفيق على هذا الكم من الأصوات جاء عبر عدة كتل، الكتلة الأولى هى سيدات مصر، حيث إن المرأة كرهت الخطاب الدينى لجماعة الإخوان وتوابعهم من السلفيين، حيث روج قياداتهم ورموزهم السياسية والدينية إلى صورة منفرة للمرأة، حيث أكدوا عودة المرأة إلى عصر الإماء، فهى مجرد وعاء جنسى، مخلوق مثير للشهوة والفتنة، لذا يجب ان تقر فى منزلها درءا للفتنة والشبهات، وهذا الفكر لن ترضى به بائعة الخضار فى السوق، فهى رغم أميتها وجهلها لن تقبل بهذا الكلام التافه فى رأيها، لأنها لو قرت فى بيتها لن تأكل هى وأسرتها، فهذه المرأة رفضت فكر الإخوان ورموزها ليس اعتراضا على شرع الله كما يتصور رموز وشيوخ الإسلاميين، بل دفاعا عن حياتها وحياة ومستقبل أولادها، وإذا كان هذا هو رد المرأة الأمية التى تبيع الخضار فى السوق، فما بالك عن فكر المرأة المتعلمة التى تحلم بتحقيق ذاتها ووجودها وقدرتها على

المشاركة فى صناعة المستقبل، هذه المرأة لن تقبل العودة إلى عصر الحريم، كما لن تقبل الصورة الجنسية المنحرفة التي يرسمها لها قيادات وشيوخ الجماعة، فهى ليست وعاءا للجنس، هى إنسان قادر على التعلم والانتاج والمشاركة والتربية والعطاء والصناعة، كما أنها ليست مسئولة عن خيالات بعض الرجال المرضى ولا عن تفكيرهم المريض، اضافة إلى هذا اعتقاد بعض المتعلمات أن ثقافتهن وفكرهن قد تفوق ثقافة وفكر الرجل، فكيف لكونها امرأة تقر فى بيتها وتحرم من العمل والتعلم والمشاركة فى صناعة القرار لأن هناك بعض الرجال المرضى فكريا تثار شهوتهم لمجرد مشاهدة أو التفكير فى تاء التأنيث.
هذه المرأة كما رجحت كفة جماعة الإخوان والسلفيين فى انتخابات مجلس الشعب والشورى، هى التى رجحت كفة الفريق شفيق وكفة حمدين صباحى لأنهما يمثلان صورة الرجل الطبيعى وليس الرجل المريض والشاذ فكريا وجنسيا.
الكتلة الثانية التى رفعت من الفريق شفيق وصباحى أو حرصت على الدولة المدنية هى كتلة المصرى المسيحى، هذا المواطن فوجىء بعد المشاركة فى إسقاط النظام أن الجماعات التى تتبنى الخطاب الدينى تنتج فتاوى تسىء لحقوقه كإنسان وكمواطن، حيث أكدوا أنه ذمى ولا يحق له المشاركة فى الولاية، كما يجب التضييق عليه فى العبادة، حتى ان بعض البلهاء من مشايخ التيار السلفى أفتوا بتحريم تحيتهم أو عيادتهم أو تعذيتهم أو تهنئتهم، حتى علاجهم فهو مكروه، هذا المواطن شعر بأنه سيهان وستنتقص حقوقه فى بلده هو وأولاده، كما انه شعر انه سوف يكون مواطنا من الدرجة الثانية أو الثالثة، ولن يكون له مستقبل هو وأولاده فى ظل هذه الجماعات الدينية، وبالتالى انحاز هذا المواطن للمرشح الذى سيعطيه حقوقه كاملة وبدون تمييز.
[email protected]