عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

صدق نيوتن ومرمغنا فهمي

ترددت كثيراً في كتابة هذه المقال، لكن للأسف بعد كلمته التي ألقاها أمام خادم الحرمين الشريفين لم يعد هناك مجال للصمت، أقولها وبكل التقدير والاحترام لشخصه الكريم: لا يصح أبداً أن يتولى رئاسة مجلس الشورى شخصية بثقافة وعقلية د. أحمد فهمى، ولا أتصور أبداً أن هناك من يحب هذا الوطن يقبل أن تكون الصحافة والإعلام المصرى

بكل تاريخه تحت عباءة هذا الرجل، أو أنه يتحكم فى تعيين رؤساء مجلس إدارتها ورئاسة تحريرها، الإعلام المصري أكبر بكثير من أحمد فهمى بثقافته المحدودة، وأكبر بكثير من جماعة الإخوان وذراعها السياسية، ومها كانت أخطاء أو سلبيات هذا الإعلام (الصحف التابعة للدولة واتحاد الإذاعة والتليفزيون بجميع قنواته ومحطاته الإذاعية) فقامة وحجم وتاريخ الإعلام أكبر بكثير من أن يشرف على شئونه أحمد فهمي.
الذي استمع للكلمة التي ألقاها فهمى أمام خادم الحرمين سيعرف جيداً انه لا يصلح حتى أن يكون عضواً في الشورى، فقد«مرمغ» بالفعل كرامته وكرامتنا، نحن مع أن نعتذر عما فعله السفهاء منا أمام السفارة السعودية، لكن أن يصل الاعتذار إلى استجداء ومهانة «ومرمغة» للكرامة حسب تعبير الكاتب الكبير نيوتن فى المصري اليوم فهذا ما نرفضه وبشده، أن يقف البعض ويقرأ اعتذارا أقرب لاعتذار العبيد والخدم فهذا ما لا نقبله أبدا.
لا أخفى عليكم أننى شعرت بمهانة لا حد لها وأنا أستمع لكلمة رئيس مجلس الشورى، ومن بعده لكلمة شيخ المشايخ محمد حسان، شعرت بأن الثورة المصرية أعادتنا إلى عصر العبيد والخدم، أن الثورة المصرية قامت لكى يمثلنا ويتولى شئوننا من لا يمتلكون قدرة على إدارة شئون أنفسهم.
قد يؤكد احد قيادات جماعة الإخوان أو حزب الحرية والعدالة أن أحمد فهمى وغيره جاءوا باختيار الشعب، وأن المواطن المصري هو الذي اختاره لكى يكون عضوا في الشورى، والشعب أيضا الذي اختار الجماعة وليس غيرها لكى تكون لها الأغلبية والرياسة فى المجلس، ونحن نتفق مع هذه القيادات فيما تؤكده، ونعترف ونقر بأن الشعب هو الذي اختارهم لتكون لهم الغلبة، لكن يجب أن يعلموا ويتعلموا أن الشعب لم يخترهم لكي يهينوا كرامته أو أن يتدنوا إلى هذه الدرجة فى التعامل مع الدول، كما ان المواطن المصري لم يخترهم كذلك لكى يقللوا من حجم وقامة مؤسساته، أو لكى يدفعوا بمن هم أقل حجماً وثقافة لتولى مناصب قيادية أكبر منهم.
كان على جماعة الإخوان أو حزب الحرية والعدالة أن يدفع بشخصية أخرى تتناسب والمنصب، لكن على ما أظن ان قيادات الجماعة وزعت التورتة على شلة بعينها، أو أنها فوجئت

بنتائج صناديق الانتخابات وكان عليها ان تسد الخانات والمناصب التى أصبحت بين أيديها، فاختارت بعض الشخصيات بحكم أقدميتها أو درجة تعليمها أو بدرجة قربها وقرابتها للقيادات بالجماعة، وذلك دون النظر فى صلاحية هذه الشخصيات وقدرتها على الإدارة.
قد نختلف على شخصية صفوت الشريف، وقد نتفق على سلبياته وتجاوزاته، وقد نتهمه بالفساد والإفساد، وقد نقول فيه ما قاله مالك فى الخمر، لكن فى النهاية صفوت الشريف كان يملأ كرسى مجلس الشورى، وكانت يمتلك قدرات ومهارات وثقافة تفوق العشرات ممن هم فى حجم وثقافة أحمد فهمى، وأظن ان صفوت الشريف أو د.فتحى سرور ما كانا سيلقيان كلمات مثل التى قيلت لو كانت هذه الحادثة وقعت وهما فى منصبيهما.
من هنا نطالب جماعة الإخوان بإعادة النظر مرة أخرى وبشكل سريع فى اختيارها لأحمد فهمى لكى يتولى منصب رئاسة مجلس الشورى، وإذا كانت الجماعة ليس لديها شخصية تمتلك القدرات والمهارات والثقافة المطلوبة للمنصب، عليها ان تطلب من الأحزاب الأخرى الدفع بالشخصية المناسبة، القضية لم تعد أن الشعب هو الذى اختار أغلبيته، بل أصبحت: من الذي يمتلك مقومات المنصب؟، وأعتقد أن الجماعة سوف تحظى باحترام معارضيها قبل مؤيديها بتغييره، كما أنها بتغييره سوف تسن سنة حسنة فى الحياة السياسية المصرية، وهى : مصلحة الوطن فوق مصلحة الجماعة ومصلحة الحزب.
وإلى أن تفكر جماعة الإخوان فى هذا نطالب نقابة الصحفيين وجميع المؤسسات الصحفية، وجميع العاملين فى الإعلام المصري بأن يحرروا مذكرة يرفضون فيها خطاب مرمغة الكرامة لرئيس الشورى، وتطالب فى المذكرة بعزله من رئاسة المجلس، وأضعف الإيمان يطالبون بفصل الإعلام عن عباءة الشورى، وأن تخضع الصحافة والإعلام إلى مؤسسة وطنية يديرها شخصيات غير حزبية.
[email protected]