رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حرب عبدالله كمال الجافة

للكاتب الصديق عبد الله كمال مقالة فى جريدة «الراى» الكويتية على قدر كبير من الأهمية، استمتعت كثيرا وأنا أقرأها، المقالة نشرت تحت عنوان: الحرب

المصرية الجافة»، يحلل فيه بفكر ثاقب ومحايد المشهد السياسى الحالى، يبدأ تحليله بتوصيف ما قام به الشعب فى 25 يناير بأنه «فعل ثوري» لم يرق إلى مستوى الثورة، لماذا؟، لأنه لم يخلق نظاماً جديداً على الفور، بمعنى أن الثورة لم تكتمل بعد، وما نحن نعيشه هو فعل ثورى، وعبدالله كمال يرى أننا لا نسعى إلى ايجاد نظام جديد، بل نعمل على بناء نظام جمهورى جديد، هذا النظام بدأ الضباط الأحرار بناءه فى يوليو 1952، ويتوقع كمال أن يكون لقيادة المجلس العسكرى الحاكم فى البناء الجديد وضع محورى، ويرى عبدالله أننا نعيش منذ فترة ما اسماه بـ «حرب أهلية جافة»، ساحتها التنازعات السياسية والأزمات بين السلطات والتنابذ بين الاتجاهات والاستهدافات المعنوية التي تصل في عنفها حد السعي نحو تحقيق اغتيالات معنوية أقسى وأصعب في نتائجها من الاغتيالات الدموية والجسدية،  هذه الحرب الجافة لها على حد رؤيته ثلاثة وجوه، الأول يتمثل فى الصراع مابين مؤيدي الدولة الدينية ومؤيدي الدولة المدنية، وهذا الوجه يظهره المرشحون للرئاسة، حازم أبو اسماعيل وخيرت الشاطر وعبد المنعم أبوالفتوح يتكلمون بكل صراحة عن سعيهم إلى تطبيق الشريعة الإسلامية، في المقابل يتبنى أحمد شفيق وعمر سليمان مواقف مناقضة تؤكد على مدنية الدولة حتى لو استوعبت النشاط السياسي لجماعات الإسلام السياسي، في حين يفر عمرو موسى من هذا النوع من التصنيفات.
الوجه الثاني للحرب الأهلية الجافة يتجسد في الصراع حول طبيعة دور الدولة، وقوة ورسوخ مؤسساتها، إذ يؤيد الفريق المعبر عن اتجاه مدنية الدولة أن تفرض المؤسسات قبضتها بصورة تؤدي إلى تعميم الشعور بالأمن ، واستعادة المؤسسة الشرطية لمكانتها، في مواجهة مسعى من قبل التيار الآخر يريد أن تتخفف هذه القبضة، وتحرير القوانين التي تحمي سطوتها .. ولا يخلو الأمر من تصورات تعبر عن السعي نحو نشوء كيانات بديلة تتبع أحزاباً واتجاهات.
الوجه الثالث لتلك الحرب الأهلية الجافة يتعلق بصراعات النخب السياسية، التي ترى أن مصيرها ومستقبلها ودورها سوف يتقرر بناء على حسم هذه الصراعات المختلفة.. فريق منتمٍ للفعل الثوري يضم اليسار والديمقراطيين والدينيين أتيحت لهم الفرص التي لم تكن متاحة من قبل ويريدون الانفراد بالساحة حتى يستقروا فيها لفترة من الوقت.. وفريق غير منتمٍ للفعل الثوري يريد أن يستعيد بعض مكاناته ودوره التي كانت له.. وفي

زاوية أخرى عناصر منتمية لفريق الفعل الثوري لكنها تخشى على مستقبلها من رفاق الطريق من أبناء التيار الديني الذين يمكن أن يبعدوا الجميع إذا ما تمكنوا من السيطرة على الساحة العامة .. وهو ما تجلى بوضوح في طبيعة تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور.
عبدالله كمال يرى أن الأسلحة المستخدمة فى هذه الحرب حتى الآن أسلحة شرعية تتمثل فى الأدوات القانونية، ومعارك التقاضي، ومشروعات القوانين، بخلاف المناورات السياسية المكشوفة، والتسخينات الإعلامية العنيفة في مختلف المنابر، وهذه الأسلحة فى رأى عبدالله لا تنهى هذه الحروب الجافة، بل الذى يحسمها هو فعل كبير، ما هو هذا الفعل؟، ومن الذى سيقوم به؟، الصديق عبدالله كمال لا يضع أيدينا سوى على بعض الظنون، إذ يرى أن هذا الفعل قد يكون «قنبلة قضائية» تحدث متغيراً جوهرياً .. أو نتيجة مؤثرة في الانتخابات الرئاسية .. أو فعل غير متوقع من طرف رئيسي في الساحة طولب بأن يلجأ إليه ولم يفعل ذلك حتى الآن، لكن فى نهاية هذه التوقعات يوجه عبدالله أنظارنا نحو الجيش.
هل بالفعل سيحسم الجيش هذه الحرب الجافة؟، من الذى سيكتب مشهد النهاية لهذه الحرب؟، هل الإسلاميون سيحولون البلاد إلى دولة دينية يحكمها خليفة؟، هل سينجح فريق الدولة المدنية فى وضع أساس لبناء جمهورى جديد؟، هل هذه الحرب ستظل بأسلحتها المشروعة أم ستجرنا منافسات الرئاسة إلى أسلحة تسفك دماء المصريين؟، عبدالله كمال لم يجب عن هذه الأسئلة بل جلس ينتظر الجيش الذى توقع له فى بداية المقال وضعاً محورياً فى البناء الجديد، ربما حسم الجيش هذه المعركة، لصالح مَنْ؟، الدولة الدينية أم المدنية أم لصالح الجيش؟، الله أعلم.
[email protected]