عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

خطورة جماعة الإخوان على الدول الخليجية «1»

الأزمة التي نشبت بين ضاحى خلفان القائد العام لشرطة إمارة دبي وبين الإخوان المسلمين، تطرح علينا سؤالاً على قدر كبير من الأهمية، وهو: هل دول الخليج ستحاصر مصر في حالة انفراد الإخوان المسلمين بالحكم؟،

نعيد السؤال بصياغة أخرى: هل مصر ستخسر مساندة الدول العربية الخليجية الشقيقة عندما يركب الإخوان مؤسسات الحكم؟، نكرر السؤال بصياغة ثالثة: هل الدول الخليجية ستغلق أبوابها ومدنها وأسواقها ومؤسساتها في وجه المصريين؟، نكتب السؤال بصياغة رابعة: هل فرص العمل في دول الخليج سوف تغلق في وجه المصريين بعد تولى الإخوان المسلمين الحكم بمصر؟، نعيد السؤال بصياغة خامسة: هل الدول الخليجية سوف تحد من استثماراتها بمصر في ظل حكم الإخوان؟، نطرح السؤال من زاوية مختلفة: هل الخطاب السياسي الديني للإخوان المسلمين يمثل خطورة على أنظمة الحكم في الدول العربية الخليجية الشقيقة؟، وما هو الفرق بين الخطاب الديني الإخوانى والخطاب الديني الوهابي؟.
يوم الأربعاء الماضي أجرت صحيفة « الوطن» الكويتية حوارا مع ضاحى خلفان القائد العام لشرطة دبى، أجرى الحوار الصحفي الكويتي محمد الهندي ونشر على صفحة كاملة، هذا الحوار يحيلنا إلى ملاحظات شكلية أو أولية لمخاوف دول الخليج تجاه فكر جماعة الإخوان المسلمين فى مصر، كما يحيلنا إلى ملاحظات جوهرية لهذه المخاوف، وهى أثر المخاوف على العلاقات الخليجية مع الشعب المصري في حالة انفراد الإخوان المسلمين بالحكم.
اليوم نتناول بعض الملاحظات الشكلية على الحوار الصحفي، ويمكن إيجازها في أن الحوار جاء ليؤكد توجه الجريدة وحكومة الكويت ودول التعاون الخليجي ضد الخطاب الديني السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، ويؤكد كذلك أن حكومات هذه الدول، ولها الحق في ذلك، سوف تتصدى جميعا للفكر الإخوان، وأن عملية الاستنفار الخليجية هذه لن تكون ضد الفكر الاخوانى فقط، ولا في مواجهة الحكومة الإخوانية، بل ستمد وتشمل العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية، وهو ما قد يؤثر بالسلب على فرص العمل للمصريين، وعلى السياحة العربية فى مصر، وهذه الملاحظات الأولية تتضح فى بعض المظاهر الشكلية للحوار، منها العناوين التي نشرت مع الحوار، حيث جاء بعضها كالتالي: «دول الخليج لن تسمح لتنظيم الإخوان بقلب الطاولة عليها كما فعل بدول أخرى ... وأيضا: بعد فوز الإخوان في مصر فإن المنتسب لتنظيمهم أصبح عميلا لهم ... وجاء كذلك: من يرغب السير معنا على العين والرأس ومن يرد يبايع المرشد المصري نقل له باى باى».
إذا أضفنا للعناوين الأسئلة التي وجهها الصحفي إلى قائد الشرطة يمكن لنا أن نؤكد هذا التوجه، خاصة أن الأسئلة عبرت عن أجندة مضادة للخطاب الديني الإخوان، إضافة إلى أن الصحفي كان يستنطق الفريق خلفان ضد الإخوان، نذكر بعضها على سبيل الاستدلال:» هل ترون أن جماعة الإخوان

المسلمين حققوا مكاسب على أرض الواقع على أثر ما يسمى بثورات الربيع العربي، وإذا كان كذلك فما الربط بين تلك المكاسب والتصريحات التي أطلقها القرضاوى؟... ومن الأسئلة: جماعة الإخوان المسلمين من أكثر الجماعات تنظيما وتحظى بانتشار في دول المنطقة، فمن الطبيعي أن يكون لها امتداد داخل الإمارات، فهل أثرت تصريحات القرضاوى على أنشطتهم في الإمارات؟... ومن الأسئلة كذلك:» هل هناك تعاون خليجي في مراقبة بعض الجماعات الإسلامية السياسية التي تحظى بامتداد خارجي؟ ... ومنها أيضا:» ما تقييمكم لتصريح الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج د.عبداللطيف الزيانى حول التصريحات التي أطلقها الناطق الرسمي باسم الإخوان المسلمين محمود غزلان؟».
وما يؤكد توجه الحوار من البداية ضد الإخوان السؤال الأول الذي طرحه الصحفي على القائد العام لشرطة دبي، وقد جاءت صياغته كالتالي: ما الدوافع الحقيقية وراء التصريحات التي أطلقها د.يوسف القرضاوى تجاه دولة الإمارات العربية؟، والسؤال بصياغته هذه يتضمن اتهاماً صريحاً لتصريحات الشيخ القرضاوى، كما أنه يضع الشيخ في مواجهة دولة الإمارات، والمحرر الصحفي لم يكتف بهذه الإدانة بل قام بتحريض الخلفان على إصدار مذكرة اعتقال للشيخ في سؤال تالي: هل صدر منكم مذكرة توقيف في حق د.القرضاوى على خلفية هذه التصريحات؟، وفى سؤاله آخر: كون الدكتور يوسف القرضاوى يحمل الجنسية القطرية فهل تم التنسيق بينكم وبين دولة قطر الشقيقة لمنعه من دخول دولة الإمارات؟».
وإذا عدنا إلى المقدمة التي كتبت للحوار نجد أن أول جملة فيها قطعت بصراحة قائد الشرطة وبرقى أسلوبه، وهو ما يعنى انحياز الصحيفة من البداية مع الفريق خلفان، أضف إلى هذا تأكيد الجريدة ضمنا أن دول الخليج ستظل تقود المنطقة:» بصراحته المعهودة وبأسلوبه الراقي أكد الفريق ضاحى خلفان القائد العام لشرطة دبي أن دول الخليج ستظل تقود قطار التقدم والرقى والازدهار».
[email protected]