إيد واحدة
لا أظن أن المصريين الأقباط سوف يرتدون مرة أخري إلي داخل الكنيسة، أو أنهم سوف يفوضون البابا شنودة في التحدث عن مطالبهم المدنية، كما لا أظن أيضا أنهم سوف ينتظرون بيانات واحتجاجات أقباط المهجر لكي تسلط الضوء علي مشاكلهم، قبل ثورة 25 يناير كان المصريون الأقباط قد وقعوا علي توكيل عام للبابا شنودة يتفاوض من خلاله مع النظام الحاكم حول كل ما يخصهم مدنيا، وكلما تأزمت المواقف مع النظام أو واجه إخواننا بعض الصعوبات تجمعوا داخل الكاتدرائية وهتفوا ضد النظام، واعتقد معظم المصريين الأقباط آنذاك أن هذا الأسلوب(توكيل البابا والمظاهرات داخل الكنيسة) هو الأمثل للحصول علي حقوقهم كمواطنين، وقد كتبت هنا عدة مقالات وانتقدت هذا الأسلوب، وطالبت الإخوة الأقباط أن يلغوا هذا التوكيل، وأن يتركوا الكاتدرائية وينزلوا إلي الشوارع يتظاهرون ويعتصمون ويحتجون ويطالبون بحقوقهم مثلهم مثل المواطن المسلم، فالبابا هو رمز الديانة ولا يجب أن نثقل عليه أو نورطه في مشاكلنا السياسية والمدنية، فما لله نتركه لله وما هو لقيصر ندعه لقيصر (مرقس 22/1 ولوقا 20/25 ومتي 22/21 ) كما يجب ألا نذهب إلي الكنيسة فقط سوي للصلاة أو للنشاطات الدينية والاحتفالية، خاصة وأن السنوات الماضية أثبتت عدم جدوي التوكيل، وأنه لم ينجح في تلبية احتياجاتهم، وأكدت أيامها أن الشارع والأحزاب ووسائل الإعلام والنقابات والحركات السياسية هي الوسيلة الوحيدة لتحقيق مطالبنا المدنية، وفي مقالات أخري طالبت بالعمل علي تكريس مفهوم الإخوة في الوطن قبل الإخوة في الدين، لأن المواطنة هي طريقنا الوحيد للحياة الكريمة، ففيها يعيش المسلم والمسيحي والبهائي واللاديني كمواطن فقط له ما له وعليه ما علي الجميع، لأن تقهقرنا داخل الكاتدرائية يعني تمسكنا بمفهوم الأقلية الدينية، وبتغليبنا مفهوم الإخوة في الدين علي الإخوة في الوطن، وأذكر بعد كتابتي هذه الدعوات، وما كتبته أيضا عن رفضي لشعارات عنصري الأمة والنسيج الواحد، وتأكيدي أن هذه الشعارات تظهر الفرقة أكثر من الوحدة، تلقيت تعليقات متباينة ومتضادة من الإخوة والأصدقاء الأقباط، بعضهم اعتقد انني أهاجم الكنيسة أو أرفض أن يكون البابا المتحدث الرسمي باسم الأقباط، وأنني أعمل علي