رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الدستور وأقباط أوروبا

منظمات أقباط المهجر في أوروبا اجتمعت الأسبوع الماضي في هولندا، لمناقشة الوضع في مصر بعد تنحي الرئيس مبارك، وكنت علي اتصال ببعض قياداتها، وطلبت منهم أن يسرعوا في المشاركة ومد أيديهم لإخوانهم المصريين بالداخل، سواء بالمشورة او بإقامة مشروعات تدعم الاقتصاد المصري، واستمر الاجتماع لمدة ثلاثة أيام، وقبل أن يصدروا البيان النهائي تحدثت أنا والصديق مدحت قلادة، والذي تم انتخابه خلال الاجتماع رئيسا لاتحاد منظمات أقباط المهجر بأوروبا، وأكد لي أن المجتمعين أبدوا تخوفهم من تولي المستشار طارق البشري رئاسة اللجنة المشكلة لتعديل الدستور، وقال: انه يتبع جماعة الإخوان، كما انه اختار مجموعة ضمن اللجنة أيضاً من الإخوان، وهذا لا يطمئنا لأننا نأمل في وضع دستور يساعد علي إقامة دولة مدنية، يعيش فيها المواطن بحرية وشفافية، لا فرق فيها بسبب اللون أو الدين أو العقيدة أو الجنس، لكن وجود المستشار البشري وبعض جماعة الإخوان في اللجنة يعني أنهم سيضعون دستوراً لإقامة دولة دينية، فقلت له: ما أعرفه عن المستشار البشري أن له اهتمامات دينية، لكنه ليس من أعضاء جماعة الإخوان، وما أعرفه أيضا أن وظيفة اللجنة تقتصر علي إلغاء مادة وتعديل خمسة مواد أخري، وغير معنية بوضع دستور جديد، فهي لجنة فنية،

فعاد الصديق قلادة وكرر هواجسه ومخاوف من يجتمعون داخل القاعة، فطلبت أن يحثهم علي المشاركة لتقوية اقتصاد بلادهم، في اليوم التالي أرسل الصديق قلادة نص البيان الذي انتهوا إليه، وفوجئت ببيان سياسي يماثل سائر البيانات التي كانوا يصدرونها ضد نظام الرئيس مبارك، أعلنوا فيه ترحيبهم بالثورة وبتنحية الرئيس، وطالبوا بدستور لا

يميز بين المواطنين دينيا أو عرقيا أو أيديولوجياً، ثم نددوا باختيار المستشار البشري رئيسا للجنة، وأكدوا أنه معروف بتعصبه وكراهيته للمسيحيين، وأعلنوا مخاوفهم من الدستور الذي يعمل ومن معه علي إعداده، وحذروا من إقامة دول دينية،

ثم دعوا في البيان إلي تشجيع الاستثمار في مصر، ودعوا لإنقاذ البورصة المصرية، والحقيقة لم يعجبن البيان، ببساطة لأنه يؤكد عزوفهم عن مشاركة الشعب المصري في بناء المستقبل، وأنهم اختاروا أن يشاهدوا من بعيد، وان يجتمعوا علي فترات ويصدروا بيانات سياسية تدين وتشجب، اختاروا أن يتمسكوا بلقب" أقباط المهجر"، ويتعاملوا مع الوطن بعقيدتهم الدينية وليس من خلال مواطنتهم، وعندما اتصل بي الصديق قلادة أخبرته برأيي هذا في البيان، وقلت له: بعد تساقط النظام السابق لم يعد لاجتماعكم في الخارج مبرراً، وطنكم مفتوح علي مصراعيه، انزلوا واجتمعوا واتفقوا وطالبوا وشاركوا في صناعة المستقبل، أما إذا تمسكتم بموقفكم وببقائكم في مقعد المتفرج والناقد فستخسرون الكثير، ولن يسمعكم حتي أقباط الداخل لأنهم يشاركون إخوانهم في الوطن بالمشورة وبالعمل وبالتخطيط في بناء مستقبل أفضل.

[email protected]