عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تنظيف وجه مصر

أظن أنه حان الوقت لكي ننظف وجه مصر، حان الوقت لكي ننفض عنه التراب والأوساخ التي شوهته وجعلت الآخر يري وجها ليس هو وجه مصر الحقيقي، أقصد بوجه مصر الأشخاص الذين يتنقلون من قناة فضائية إلي أخري، ومن قناة حكومية إلي قناة خاصة، ومن قناة محلية إلي قناة عربية، أقصد بوجه مصر الشخصيات الإعلامية التي كانت تتبع الأجهزة الأمنية المصرية علي اختلافها، الشخصيات التي كانت مقررة علينا صباحا ومساء في الصحف بالكتابة وفي البرامج بالتنظير، الأشخاص الذين يمتلكون دائما الحقائق ويعلمون ببواطن الأمور، الأشخاص الذين أفسحت لهم الأجهزة الأمنية لكي يكونوا وجه مصر الذي يراه الآخر علي الشاشات، الأشخاص الذين جعلت منهم الأجهزة الأمنية كتاباً ومذيعين ومعدين ومتحدثين ومنظرين وقيادات صحفية وإعلامية ومستشارين ونخباً سياسية في الحكومة والمعارضة والقطاع الخاص، هؤلاء منهم من كان يتبع جهاز الأمن القومي، ومنهم من كان يتبع جهاز أمن الدولة، وكل حسب جهازه كان يتحدث ويزاحم وينظر ويتهم، وحسب مركزه ونشاطه بالجهاز الذي يمثله كان يشغل ومازال يشغل مساحة من وجه مصر، قد يختلف معي البعض ولهم كل الحق في تسمية هؤلاء وجه مصر، وقد أكون مبالغا عندما اختزل وجه مصر في هؤلاء، خاصة أنهم أصغر بكثير من ان يمثلوا وجه مصر، الوجه الذي نراه في تاريخها وحضارتها وعلمائها وفنانيها وكتابها، الوجه الذي يمثله عاداتها وبطولاتها وشعبها الطيب، لكن للأسف لم أجد مفرا من استخدام هذا الوجه لكي أشير لهؤلاء الأشخاص، وعذري في هذا أنهم الأشخاص الذين يراهم ويستمع إليهم من يسعي إلي التعرف علي وجه مصر، فالكثير من العامة وغير المهتمين بأصول الأشياء وتفاصيلها يخدعون

ويأخذون بما يصادفهم وبما يقدم لهم، وهؤلاء يسيطرون علي المشهد كمذيعين أو صحافيين أو سياسيين أو مفكرين، يطلون دائما وغالبا علينا وعليهم في الصباح والمساء، والمؤسف أن هؤلاء يتلونون حسب المكان والزمان والأشخاص والأفكار المطروحة، وقد يقولون الشيء ونقيضه في ليلة واحدة حسب القناة والجريدة والندوة والحضور، والمؤلم أنهم ينسبون لأنفسهم ما لم يفعلوه، وما لم يقدروا علي فعله، ويرتدون أثوابا مختلفة ومتنوعة أكبر بكثير من أحجامهم، ولن يختلف أحد معي كثيرا عندما نقف ونطالب بتغيير هذا الوجه النفعي الأمني الفاسد، وتقديم وجوه أخري تمثل شرائح وطبقات وفئات عمرية مختلفة، مصر وشعبها يحتاجون إلي شخصيات أخري تطل عليهم، وشخصيات أفضل تحاورهم في الفضائيات، فالمرحلة الجديدة التي ننتظرها تحتاج منا أن نقدم شخصيات حقيقية تعبر عن احتياجاتنا وهمومنا وثقافتنا، لا تعبر عما تريده الأجهزة الأمنية المختلفة، مصر أكبر بكثير من أن يراها ويتحدث عنها وعن شعبها هؤلاء الذين لا يمتلكون سوي حنجرة وذاكرة تخزن بها رغبات وتوجهات الأجهزة الأمنية، مصر بعد ثورة شبابها تحتاج منا أن نغسل وجهها ونطهره من هؤلاء المدعين.

 

[email protected]