تنظيف وجه مصر
أظن أنه حان الوقت لكي ننظف وجه مصر، حان الوقت لكي ننفض عنه التراب والأوساخ التي شوهته وجعلت الآخر يري وجها ليس هو وجه مصر الحقيقي، أقصد بوجه مصر الأشخاص الذين يتنقلون من قناة فضائية إلي أخري، ومن قناة حكومية إلي قناة خاصة، ومن قناة محلية إلي قناة عربية، أقصد بوجه مصر الشخصيات الإعلامية التي كانت تتبع الأجهزة الأمنية المصرية علي اختلافها، الشخصيات التي كانت مقررة علينا صباحا ومساء في الصحف بالكتابة وفي البرامج بالتنظير، الأشخاص الذين يمتلكون دائما الحقائق ويعلمون ببواطن الأمور، الأشخاص الذين أفسحت لهم الأجهزة الأمنية لكي يكونوا وجه مصر الذي يراه الآخر علي الشاشات، الأشخاص الذين جعلت منهم الأجهزة الأمنية كتاباً ومذيعين ومعدين ومتحدثين ومنظرين وقيادات صحفية وإعلامية ومستشارين ونخباً سياسية في الحكومة والمعارضة والقطاع الخاص، هؤلاء منهم من كان يتبع جهاز الأمن القومي، ومنهم من كان يتبع جهاز أمن الدولة، وكل حسب جهازه كان يتحدث ويزاحم وينظر ويتهم، وحسب مركزه ونشاطه بالجهاز الذي يمثله كان يشغل ومازال يشغل مساحة من وجه مصر، قد يختلف معي البعض ولهم كل الحق في تسمية هؤلاء وجه مصر، وقد أكون مبالغا عندما اختزل وجه مصر في هؤلاء، خاصة أنهم أصغر بكثير من ان يمثلوا وجه مصر، الوجه الذي نراه في تاريخها وحضارتها وعلمائها وفنانيها وكتابها، الوجه الذي يمثله عاداتها وبطولاتها وشعبها الطيب، لكن للأسف لم أجد مفرا من استخدام هذا الوجه لكي أشير لهؤلاء الأشخاص، وعذري في هذا أنهم الأشخاص الذين يراهم ويستمع إليهم من يسعي إلي التعرف علي وجه مصر، فالكثير من العامة وغير المهتمين بأصول الأشياء وتفاصيلها يخدعون