عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تصفية حسابات


في فترات التحول التي تمر بها البلاد غالبا ما تنصب المقاصل والمشانق، ويستغل بعض صغار النفوس الفرصة لتصفية الحسابات مع خصومهم أملا في التخلص منهم، وكثيرا ما يحولون مشاهد التحول تجاه التصفيات ونصب المحاكم العلنية، فينشغل العامة في اتهامات وجرائم وكشوف حسابات لا نهاية لها، وتحقن النفوس وتشحن الصدور بكراهية ومرارة وفكر الانتقام، ولن نستغرب أو نندهش عندما يطل بعض هؤلاء علينا في برامج التوك شو أو في الصحف يشوهون بعضهم البعض، ويشهرون كشوفا من الخطايا والخطاء، ويوجه كل منهم اتهامات متعددة ومتنوعة إلي صدر الآخر، والحقيقة أن هذه الآفة قد بدأت بالفعل ليلة تنحي الرئيس مبارك عن منصبه، فقد شاهدنا المتحولين وصائدي الأدوار والمناصب والأضواء يطلون علينا في البرامج ينسبون لأنفسهم بطولات ومقولات ونداءات ومشاركات لم نرها طوال الأيام السابقة، والمؤسف أن هذه الفئة ليست بقليلة وتحتل نسبة كبيرة من النخب السياسية والثقافية والفنية والإعلامية في بلادنا، وقد كان لها من قبل دور سيئ في التكريس للنظام الفائت، وكانوا، كما يقال، يأكلون علي جميع الموائد ويتربحون علي أكتاف وأحلام الشعب، وفي هذه الفترة التي نمر بها سوف يرتدون أثوابا تتناسب والمرحلة، وسوف يطلون علينا من كل اتجاه، وغير خفي عن أحد أنهم يمتلكون موهبة الإلحاح والتواجد، كما يمتلكون قدرة علي الادعاء ونسب ما قام به غيرهم إلي أنفسهم، وبالطبع نحن لسنا ضدهم، ولا نطالب حتي بمحاربتهم أو إقصائهم عن المشهد
الحالي، بل كل ما نتمناه عليهم ألا يوغروا صدورنا من بعضهم البعض، وألا يشحنوا صدور المواطنين وعقولهم بالكراهية وبفكر محاكم التفتيش، نتمني علي الله ألا يفسدوا علينا فرحتنا ورحابة صدورنا وأملنا في مستقبل شفاف ديمقراطي، مستقبل يتسع لجميع الاتجاهات والإيديولوجيات والرؤي، مستقبل يحتضن كل العرقيات والمذاهب والأديان، مستقبل يكرس لمفهوم الوطن والمواطن، نحن نرجوكم ونستحلفكم أن ترحمونا وترحموا البسطاء الذين ينتظرون حياة مغايرة للسنوات التي عاشوها مع النظام الفاسد، الجماهير التي لبت نداء الشباب في 25 يناير، خرجوا لكي يغيروا النظام الفاسد، وانتم جزء من هذا النظام، سواء كنتم تساندونه أو كنتم تنتقدونه حسب المصلحة، وهذه الجماهير يعلمون جيدا، ولديهم قدرة جميلة علي الفرز وقراءة ما بين السطور، رجاء ألا تفسدوا علينا فرحتنا، رجاء ألا تنصبوا محاكم التفتيش، رجاء أن ترحمونا من قاموس الخيانة والعمالة والرشوة والابتزاز الذي أغرقتمونا به في الوحل وفي الفساد، اتركوا البسطاء علي فطرتهم وشفافيتهم وطيبتهم.

[email protected]