ثورة ضد المهانة
بالفعل نحن ننفض بهذه الثورة تراب المهانة الذي ألقاه علينا هذا النظام منذ سنوات، خرجنا لكي نرد كرامتنا، نستعيد كبرياءنا، خرجنا لكي نؤكد للنظام أننا لم نعد نقبل أية إهانات بعد اليوم، الشباب الذين قاموا بالمظاهرة جعلونا نواجه صورنا الحقيقية، شاهدنا أنفسنا مهانين، متسخين بتراب المهانة، أحد المواطنين قابله مذيع قناة الـ»بي بي سي« علي كوبري قصر النيل، سأله: لماذا تشارك في المظاهرات؟، انفجر المواطن في البكاء وقال: لأننا نشعر بالإهانة، أهانونا في بلادنا وفي الخارج، المصري أصبح مهانا في كل مكان، بعد صلاة الجمعة قبل الماضية خرجنا إلي ميدان الحجاز، قلت لابني التلميذ في الإعدادية: يبدو أنهم مش هيعملوا مظاهرة، قال لي: دول شباب نايتي وأديدس يتظاهروا ليه، الشباب هنا مشغولة باختيار تي شرت يمشي علي البنطلون، ذهبنا نرسل مقالي للجريدة بالفاكس، فقد قطعت حكومة الحزب الوطني عنا الانترنت، سمعنا صوت الهتافات، اتجهنا نحو الصوت، العشرات من الشباب يصرخون: يسقط حسني مبارك، نحن نريد إسقاط النظام، ابني يحثني للمشاركة: بسرعة يا بابا.. إيه إنت خايف.. هو إنت تكتب حاجه وتعمل حاجة تانية؟، شعرت بالإهانة، وتذكرت المواطن الذي بكي لكرامته، وتذكرت الكاتب صلاح عيسي، فقد سبق وحكي لي: بعد خروجي من المعتقل، كنت مفصولا من عملي، وأحد الأصدقاء سمح لي أن أعد برنامجاً بدلا منه لكي يوفر لي مصدر رزق، نزلت من التليفزيون وركبت الأتوبيس، في الطريق كانت المظاهرات، دعونا