رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصر تستيقظ مساء

في صباح الأيام الماضية حاولت بقدر الإمكان التعرف على الأحداث التي تدور في شارع قصر العيني،  تنقلت بين القنوات: الحياة، دريم، الأولى المصرية، المحور، أون تى فى، الثانية المصرية، سى بى سى، الحرية الإخبارية المصرية، الفراعين، مصر 25، إل تى بى،

روتانا مصرية، النهار، مودرن حرية، النيل لايف... جميع القنوات مازالت نائمة، معظم البرامج في الإعادة، قناة أو قناتان تقدم برامج لقراءة الصحف والتعليق عليها وليس لمتابعة الأحداث، وكأن البلاد لا تمر بثورة أو أن الشباب لا يشتبك في الصباح مع رجال القوات المسلحة، لماذا كل هذه القنوات في الإعادة؟، من أين نستقى الأخبار؟، من الذى سيصور لنا جنود الجيش المصرى وهم يسحلون الفتيات فى الشوارع؟، من الذى سينقل لنا الجنود الذين يبولون على مصر والمصريين من أعلى مبانى شارع القصر العينى؟، من الذى سيصور لنا ضباط جيش أم الدنيا وهم يضربون أولادنا بالأحذية فى وسط المدينة؟، من الذى سيجعلنا نشتم رائحة دخان قنابلهم المسيلة للدموع أو نحس بالصواعق الكهربائية؟، من الذى سينقل لنا مواقف النخب التى تتأرجح وتتلون حسب المصلحة والصورة؟
في كل بلدان العالم الحياة تبدأ صباحا، الناس تستقبل يومها بطلوع الشمس، ربما قبل الشمس بقليل تدب الحركة في البيوت، يتثاءبون كالقطط ويسرعون إلى الحمامات والدواليب يرتدون ملابسهم، سيدات يجهزن وجبة إفطار، أطفال يمدون أيديهم أسفل السرير يبحثون عن الأحذية، القنوات التلفزيونية تنقل أخبار الصباح، ما دار بالأمس ومازال مستمرا حتى شروق الشمس، التلاميذ والطلاب يذهبون إلى المدارس والجامعات، الرجال والشباب يسارعون إلى أعمالهم، القنوات تبث أخبارها على مدار اليوم، يستفيد من معلوماتها وبرامجها الإخبارية المتقاعدون وربات البيوت والذين يستمتعون بإجازاتهم السنوية أو راحتهم الأسبوعية، كما يستفيد منها الذين يعملون بالمجال الاعلامى، فللصورة وقعها عن الكلمة المكتوبة، حتى فى البلدان العربية، تستطيع في أي لحظة أن تتعرف على الأحداث الجارية الآن في العالم، تفتح التلفزيون وتنتظر نشرة أو موجز الأخبار الذي يأتي على رأس الساعة فى القنوات العامة، أو تتجه للقناة الإخبارية تتابع وتشاهد أحداث العالم أجمع مصورة كأنك هناك.
في مصر المحروسة مع كثرة القنوات الفضائية الحكومية والخاصة، الأرضية

والفضائية، لا نتمتع بإمكانية متابعة الأحداث صباحا، لماذا؟، لأن مصر تستيقظ فى المساء، بعد السابعة أو التاسعة مساء تستطيع أن تتلقى الأخبار البايتة، بعض المعلومات عما دار طوال اليوم، وبعض مما يقع الساعة، معظم القنوات تنام طوال النهار، تعيد بث برامج المساء حتى يستيقظ المذيعون والفنيون والمعدون والمصورون والمسئولون عن القنوات، حتى القناة الحكومية الإخبارية تنام صباحا وتظل في الإعادة، ربما قناة أو قناتين تخصص برامج لقراءة الصحف والتعليق عليها.
بعد كل واقعة ومجزرة ظننت أن هذه القنوات سوف تستيقظ صباحا وتتابع ما يجرى في البلاد وتنقله للمصريين، لكن للأسف هذه القنوات اعتادت النوم حتى العشاء، عندما يهل عليك من استيقظ من المذيعين والمذيعات الذين يرتدى بعضهم ثوب المفكرين والمنظرين والمحللين، يرفعون لك الضغط بالتهتهة والثأثأة والفأفأة وادعاء المعرفة، أغلبهم يمتلك الحقيقة والحكمة ورجاحة العقل، بعضهم يفهم ويعرف أكثر من الضيف، الضيوف تستطيع ان تعدهم على أصابع اليد، بعضهم يتنقل من قناة إلى أخرى، وما يقوله فى قناة يكرره فى الثانية، بعضهم تراه مذيعا ثم بعد ساعة تراه ضيفا، الكلام هو لا يتغير في جميع القنوات.
متى ستستيقظ مصر صباحا؟، متى ستخصص بعض القنوات لمتابعة الأحداث على مدار الساعة؟، متى ستقدم للمواطنين خدمة مماثلة للخدمات التي تقدم في الجزيرة والعربية والحرة والبى بى سى وغيرها من القنوات الإخبارية؟، إلى متى سنظل نتلقى الأخبار البايتة من ملاك الحقيقة ومدعى المعرفة؟.
[email protected]