عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هدنة لإنقاذ مصر أم الدنيا

اتصلت ببعض الأصدقاء من الكتاب وتحدثنا حول الوضع الحالي في مصر، وهل ستظل البلاد رهينة للخلافات السياسية والمظاهرات والاعتصامات؟، هل سنترك البلاد تنهار اقتصاديا بسبب الصراع السياسي والمطالب الفئوية؟، البعض اقترح أن ننتظر ربما ظهرت في الأفق بعض الحلول، البعض الآخر أكد أنه يجب مسايرة ميدان التحرير لأن الحديث فيما يخالفه يعنى اتهامات بالخيانة والفلول والاصطفاف خلف ميدان العباسية،

البعض الثالث كان مؤيدا لمطالب الميدان، ويرى أن المجلس العسكري يخطط لإجهاض الثورة والاستيلاء على السلطة، وقبل أن ينتهى الحديث عند هذا الحد، طرأ فى ذهنى سؤال طرحته عليهم: هل سنترك البلاد تغرق فى الصراع السياسى؟، لماذا لا نمهل مصر فترة هدنة؟، لماذا لا نترك للوزارة، أية وزارة يتم اختيارها، بالتعيين او التوافق، فترة خمسة شهور بدون مظاهرات سياسية أو فئوية لكى تنقذ البلاد، وفى حالة فشلها نغير الوزارة ونولى المجلس الرئاسي المدني الذى نراه، واقترحت على الأصدقاء فكرة بأن بهذا المعنى نمرره على الكتاب والمثقفين والصحفيين والسياسيين، البعض وافق على مضمون البيان لكنه تراجع لخوفه من الصدام مع ميدان التحرير، والبعض الآخر أكد أن بعض القوى السياسية الفاعلة فى الميدان مع بعض شباب ائتلاف الثورة سوف يصنفونني ضمن الفلول أو ممن يتبعون الأجهزة الأمنية أو من الذين يحملون راية المجلس العسكري، ووصل التحذير إلى أن أحد الأصدقاء قال لى: أنت تخاطر بهذا البيان بسمعتك وتاريخك، وقال لى تعبيراً أفزعنى طوال اليوم، قال: سيقولون إنك تحاول فش الثورة، والبعض الآخر أقسم أن شباب الميدان سوف يضعون صورنا بجوار صور الفلول، انتهى الحوار وجلست أفكر فيما قيل من تحذيرات خاصة جملة:» فش الثورة»، آخر النهار كتبت البيان واتصلت ببعض الأصدقاء من الكتاب والفنانين والسياسيين والإعلاميين والصحفيين وأساتذة الجامعة وقرأته عليهم، وطالبت منهم أن يشاركوا في الهدنة بالتوقيع، البعض وافق بدون تردد، والبعض الآخر تحفظ خوفا من الميدان واتهاماته، والبعض الثالث طلب إرجاء إعلان البيان ليومين حتى تتضح الصورة، والحقيقة مخاوفي من خطورة الوضع السياسى والاقتصادي دفعتني  إلى أن أعرض الأمر عليكم، هل مصر أم الدنيا لا تستحق منا هدنة ترتاح فيها من الخلافات والانشقاقات؟، هل سنترك مصر المحروسة تسقط في صراع لا يعرف نهايته سوى الله؟، لماذا لا نمهل أية حكومة تأتى فترة هدنة بدون مظاهرات أو اعتصامات لكي تحاول بناء المؤسسات ونقل السلطة من العسكريين إلى حاكم مدني؟، هل هذه الهدنة تهدف بالفعل إلى فش الثورة أو مناصرة المجلس العسكري؟، لماذا لا نضع شروطنا فى بيان

الهدنة؟، أقول لكم: اقرءوا البيان أفضل وقرروا:
« بيان للكتاب وللإعلاميين وللمثقفين وللسياسيين .. هدنة لإنقاذ مصر ... نحن الموقعين أدناه من كتاب وصحفيين ومثقفين وإعلاميين وسياسيين، نناشد جمع القوى السياسية الكبيرة والشابة، الدينية والليبرالية واليسارية، في أنحاء مدن وقرى وميادين الجمهورية، أن نتجرد من أيديولوجياتنا ومصالحنا الحزبية والشخصية، وأن نمنح مصر الكنانة أم الدنيا وشعبها الطيب فترة هدنة تلتقط فيها أنفاسها، هدنة لمدة خمسة شهور بعيدا عن صخب الخلافات السياسية والمظاهرات الفئوية والاحتجاجات والمعارك الكلامية الفضائية، خمسة شهور من أجل مصر نترك فيها الفرصة للوزارة الجديدة، مهما اختلفنا حول قيمة وتاريخ وأجندات أعضائها، فرصة تعيد فيها هيكلة جهاز الأمن وتحقق الأمان وتعيد الهدوء الذي فقدناه، فرصة لكى تحاكم من سفكوا دماء أولادنا وشبابنا في التحرير وبالمحافظات، فرصة لكي تنقذ اقتصاد أم الدنيا الذي أوشك على الانهيار، ونطالب المجلس العسكري بأن يقدم جميع الصلاحيات الدستورية والقانونية التي تساعد هذه الوزارة على إقامة مؤسسات الدولة، والضمانات التي تعينها على انتقال السلطة إلى رئيس جمهورية مدني منتخب.
ونناشد جميع الكتاب والإعلاميين والسياسيين الكف عن كل ما من شأنه يشجع على الخلاف السياسي أو يدفع إلى إثارة أصحاب المطالب الفئوية، كما نناشد شعب مصر الطيب في القرى والمدن والنجوع من فلاحين وعمال وموظفين أن نؤجل جميع المطالب الفئوية حتى إقامة المؤسسات وانتخاب رئيس جمهورية، ونناشدهم التوقف التام عن قطع الطرق أو تعطيل المواصلات أو إيقاف العمل في المصانع والشركات تحت أي زعم.
ونؤكد لكم أننا سنكون أول من ينزل إلى الميدان لكي نعمل على عزل الحكومة ونقل السلطة إلى ما نتوافق حوله من الشخصيات المدنية..عاشت مصر وعاش شعبها الأبي الحر».
[email protected]