الخروج الآمن
منذ فترة ليست قصيرة طرح الإعلامي الكبير عماد أديب فكرة الخروج الآمن للرئيس مبارك، وقد اعترضت واعترض الكثير أيامها على هذه الفكرة لاعتبارات كثيرة، لكن اليوم وبعد الثورة التونسية وهروب الرئيس زين العابدين بن على من قصر الرئاسة إلى بلد المنفى، هل علي الشعوب العربية التي تطالب بالتغيير أن يفكروا في الأخذ بفكرة الخروج الآمن لحكامهم؟، وهل الحكام العرب عليهم أن ينظروا في كيفية خروجهم من البلاد، سواء بعد إخفاقهم في الانتخابات الرئاسية أو قبل الإطاحة بهم؟، هل حكامنا العرب عليهم أن يخرجوا آمنين قبل أن يفروا في سيارات إلى الحدود؟، وهل الإعلامي عماد أديب مازال عند موقفه من هذا الخروج؟، وهل يرى أن الخروج الآمن للرئيس مبارك هو الحل السحري لتجنيب البلاد هوس وفوضى الثورة الشعبية؟.
عندما طرح الإعلامي عماد أديب فكرته هذه رفضتها بشدة لاعتبارات إنسانية، لأنه لا يصح أن نقول بالخروج الآمن في وقت كانت الأخبار تدور حول صحة الرئيس، وعلى الذين يتبنون فكراً معارضاً أن يعلنوه في عز قوة الحاكم وسطوته، وليس عند مروره بأزمة صحية، وعندما كتبت اعتراضي هذا لم أكن أدافع عن الرئيس مبارك، ولا عن استمراريته في الحكم، ولا رفضاً لأي انتقادات أو اتهامات توجه له، خاصة وأنني من المعارضين لسياسته الحالية، ومن الذين ينادون بالتغيير ورحيل نظامه ككل، لكن اعتراضي جاء فقط دفاعاً عن مبدأ أخلاقي وإنساني، فكيف تكون من المستفيدين من الحاكم خلال سنوات قوته وسطوته، وعندما يمر بأزمة صحية تنصرف عنه وتقف ضده، ناهيك عن أن فكرة الخروج الآمن هذه تحتاج لوقفة ، وبعيدا عن كونها تدين وتشكك في الرئيس مبارك أو انك وجهتها للرئيس مبارك، تعالى نناقش الفكرة كفكرة بعيدا عن الرئيس والخفير،