رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

معركة «البرلمان» فى مصر

قبل ثورة 25 يناير 2011 كان الحزب الوطنى مالكاً للبلاد والعباد ومحتكراً لكل السلطات وكان يسيطر على مقاعد البرلمان بقوة السلطة وعافية السلطان وكان الحزب يفوز بالأغلبية التى لايستحقها قبل أن تبدأ الأنتخابات دون منافس أو منازع وكان يقود الانتخابات ويزورها بأسوأ صور التزوير دون محاسب أو مراقب.

هذا الحزب كانت تتحكم فيه عقلية الاكتساح وكان يتصور أن الانتخابات كده والسياسة كده اكتساح وفرم وسحق للمنافسين والخصوم وكانت حكومة الحزب الوطنى السلطانى توكل نفسها عن الشعب بدون توكيل وتقوم باغتصاب صناديق الأنتخابات وتسلب الشعب حقه فى التصويت وبالتالى لم نر قبل 25 يناير 2011 انتخابات حقيقية ولم نر إقبالاً من الشعب على صناديق الانتخابات بل لم نر صراعا ومنافسة بين المرشحين وكان الحزب الوطنى يلاعب الحزب الوطنى ويفوز على نفسه فى مباراة من جانب واحد .
وظل البرلمان قبل 25 يناير ملكاً للحزب الوطنى وقبلة للمنتفعين والمفسدين واللصوص والحرامية ومأوى للزواحف والفطريات والطحالب والخفافيش والفئران البشرية التى كانت تدخل البرلمان للحصول على الحصانة البرلمانية لخدمة مصالحهم الذاتية حتى جاءت  ثورة 25 يناير لتخلصنا  من الحزب المزور المنقوع فى التزوير وتخلصنا من البرلمان الملاكى للحزب السلطانى .
وخلال الفترة التى تلت الثورة كان فلول الحزب الوطنى فى حالة خوف وانكسار شديد بل أغلبهم كان يفكر فقط فى النجاة بنفسه وأهله وماله والباقى يفكر فى كيفية البعد عن الشارع المصرى الذى أصبح رافضا لكل مايذكره بأيام هذا الحزب ولكن بمرور الوقت وبعد فشل جماعة الإخوان فى حكم البلاد وبعد أن تركت الدولة هذه العصبة المنحلة من فلول الوطنى دون حساب ودون عزل أخذت الضوء الأخضر بالعودة للحياة السياسية.
واليوم ونحن على أبواب الاستحقاق الثالث والأخير من خارطة المستقبل والمتمثل فى الانتخابات البرلمانية وجدنا فلول الحزب الوطنى خرجوا من جحورهم وتجرأوا ونطقوا بما تخفيه صدورهم وأعلنوا على الملأ أنهم عائدون بكل قوة الى مقاعد البرلمان ... فعلا اللى اختشوا ماتوا فالطبيعى أن يبقى هؤلاء فى جحورهم ويختفوا عن أنظار الناس حتى ينسى الناس تاريخهم الأسود ولكن منتهى البجاحة من الذين أفسدوا الحياة السياسية وتاجروا بإرادة الشعب المصرى وباعوا واشتروا فى مقدرات مصرهم

هم الذين يعلنون الآن ترشحهم لبرلمان 2015 ولا أدرى من أين جاء?ا بهذه القوة وهذا الاستعراض والفتونة ولماذا ظهروا الآن وظهرت اجتماعاتهم وتعالت أصواتهم .. هل أحسوا بخلو الساحة لهم بعد كراهية الشعب للإخوان وصراعات وضعف الأحزاب والقوى السياسية القائمة .. أم أنهم على يقين أن مازال لهم أنصار من المصريين من أصحاب المصالح وتجار الانتخابات؟
يقول البعض إن هذه العصبة المنحلة لها الحق فى الترشيح مادامت الدولة تركتها منذ  25 يناير وحتى الآن بدون حساب و دون عزل  حتى أصبحت أكثر تنظيماً وأكثر قوة فالمثل الشعبى يقول «إيه يافرعون فرعنك قال مالقتش حد يردنى». لقد أصبحت الكرة الآن فى ملعب الشعب وسوف يتحمل الشعب المصرى وزراً كبيراً إذا ماعادت هذه العصبة المنحلة الى الحياة السياسية من جديد من بوابة البرلمان فالكل منا سوف يتحمل هذا الوزر سواء بحسن نية أو بسوء قصد أو رغبة فى مصلحة وعلى الشعب المصرى أن يحسن الاختيار لمن يمثلة فى برلمان 2015 وأن يميز بين الخب?ث والطيب هذه هى معركة الشعب الحقيقية وعليه أن يثبت للجميع أن إرادة الشعب فوق كل شىء فالشعب المصرى الذى قام بثورتين لايمكن أن يعاود خداع نفسه أو تخدعه حيل الحزب الوطنى مرة ثانية.
والسؤال هنا : اذا كان البرلمان القادم هو الاخطر والأهم فى تاريخ الحياة البرلمانية فى مصر فهل سيعطى الشعب الفرصة للمتربصين الفاسدين من فلول الوطنى دخول هذا البرلمان؟

[email protected]