عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

برامج اللوك.. لوك.. لوك

 

لم يكن المصرى يعرف من العشوائيات سوى ما كان ينبت وينمو على ضفاف الترع والمصارف وحواف الأراضى الزراعية  من نباتات غير معروفة وإذا سئل عنها قال إنها نباتات شيطانية أو عشوائية أى أن هذه النباتات لم يعرف أحد كيف  نبتت وإذا ذكر أحد كلمة عشوائيات فأول ما يتبادر الى الأذهان عشوائيات

أنماط  البناء وهذه العشوائيات إما عشوائيات فى أنماط البناء ذاتها أو عشوائيات لأنها مقامة فوق أراض غير معدة لذك سلفا وسواء هذه أم تلك أم كلتاهما فهى عشوائيات وهذه العشوائيات أهون شأنا وأقل تأثيرا وقدرا اذا ما قورنت أو قيست بعشوائيات كعشوائيات الفضائيات التى أصبحت مثل المقاهى والغرز لا فرق بين حوار الجالسين فى الفضائيات والجالسين فى المقاهى والغرز نفس الكلام ونفس المعلومات التى لا نكاد نجد فيها صدقا أو دقة كلها عشوائيات معنى وفكر وسياسة وهى أخطر من عشوائيات المبانى فما نراه هذه الأيام على شاشات الفضائيات فى برامج اللوك.. لوك.. لوك والتى يطلق عليها «التوك شو»  لاعلاقة له بأى إعلام ولا بأى مهنية الكل ضد الكل.. الكل يتهم الكل والكل يبحث عن طريقة لإضعاف وإنهاك الكل.. الكل سواء من مقدمى البرامج أو الضيوف يبحث عن مصلحة شخصية ضيقة ولا يهتم بصالح الوطن.. الكل يتحدث عن اليوم ناظرا تحت قدميه ولا يتحدث عن الغد... الكل يتاجر باسم الشعب المصرى...الكل يتحدث باسم الشعب وكأنه يحمل توكيلا رسميا عن ملايين المصريين للتحدث باسمهم من خلال هذه البرامج... هناك نباح جماعى... هناك
«هوهوه» عامة ولت وعجن... هناك سب وشتائم وعراك بين مختلف الاتجاهات والتيارات والأعمار حتى فقد المشاهد صوابه وتمنى أن يتوقف عقله عن التفكير بدلا من أن ينفجر. واللوم لا يقع على الضيوف بقدر ما يقع على معدى ومقدمى البرامج الذين يقومون بدعوة ضيوف معينين تصور كل واحد منهم أنه من قادة ثورة 25 يناير ويفرضون علينا وجوها من الشباب لا نريد أن نراها، تصور كل واحد منهم أنه يمثل الشباب هؤلاء جميعا لا يتعدون أصابع الأيدى يتوهمون أنهم يمثلون الشعب المصرى يجدون من يتيح لهم فرصة الظهور بكافة القنوات الفضائية يوميا يتنقلون من قناة الى قناة ومن برنامج الى برنامج لأن وظيفة كل واحد منهم ناشط, يعنى لا شغلة ولا مشغلة وهى السبوبة التى يستخدمها الكثيرون بعد الثورة لتكون غطاء لكل   تصرفاتهم حتى لو كانت خطأ وكأن مصر ليس بها إلا النشطاء إياهم والأمر الذى

يثير الشبهات هو ردود أفعال مقدمى البرامج فهم يأتون بهؤلاء الضيوف ويعلمون جيدا ماذا سيحدث منهم لذلك فهم يكتفون بالابتسامة أو الصمت تاركين ضيوفهم يكادون يتشابكون بالأيدى ومقدمى البرامج فى منتهى السعادة لأن من وجهة نظره أنه يقدم الرأى والرأى الآخر للشعب... نعم من حق هذه البرامج أن تنقل الرأى والرأى الآخر ولكن ليس من حقها أن تصبح فاعلا أساسيا فى تشويه صورة مصر وتشويش الرأى العام المصرى وإثارة الفتنة والبلبلة بين المصريين. ولا أدرى هل تستحق مصر أن يفعل بها ما نراه على شاشات الفضائيات فى برامج اللوك... لوك... لوك من تشويه وافتعال أزمات تدفع الوطن الى حافة الهاوية.. لماذا غابت مصلحة البلاد عند هؤلاء.
لماذا صار التصايح وانفلات الأعصاب لغة الحوار فى هذه البرامج وتحول الحوار الى أسفل سافلين.. لماذا صار سوء الظن هو القاسم المشترك بين المتحاورين.. لماذا تحولت هذه البرامج الى تشويش الرأى العام.
ورسم صورة ضبابية للحاضر والمستقبل ولماذا يفتح المجال واسعا لاجتهادات وظنون خاطئة.. هل يعيد أصحاب هذه البرامج حساباتهم ليروا  عن كثب كيف يراهم المشاهد وما مقدار مشاهدتهم بين الناس.. هل تراجعت ولماذا هذا التراجع ؟  من الصعب بل من المستحيل للمشاهد الواعى أن يحسن الظن بأصحاب هذه البرامج الشهيرة بوصلات الردح التى يديرها صحفيون أو نشطاء سياسيون بل إن المحصلة النهائية التى يخرج بها المشاهد بعد مشاهدة هذه البرامج أن الهدف منها هو الإساءة لمصر والمصريين، وأن هذه البرامج عبارة عن عشوائيات لا تبنى هدفا سوى الإيقاع بين أبناء الشعب الواحد وإظهاره فى مظهر الشعب الرجعى والمتخلف وتحتاج الى إزالة فورية.