رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لم يعد لدينا دولة وإنما «ألتراس»

لم نكن نتصور أن تعجز دولة فى حجم مصر عن إعادة النشاط الرياضى للحياة مرة ثانية بعد توقف دام ما يقرب من عام بسبب أحداث بورسعيد... ولم نكن نتصور بحال من الأحوال أننا نعيش فى دولة القرار فيها للألتراس وليس للقائمين على شئون البلاد وخير شاهد على ذلك انصياع الدولة لقرار الألتراس

بعدم عودة الدورى العام لكرة القدم إلا بعد الحكم فى قضية أحداث بورسعيد التى تنظر فى القضاء الآن وتم حجزها للحكم، ورغم أن قرار الألتراس هذا كان على حساب لقمة العيش لملايين العاملين فى حقل الرياضة كما تسبب فى وقف حال الأندية وعاد عليها بالضرر إلا أن الألتراس قال كلمته «مافيش دورى إلا بعد الحكم» واستخدم الألتراس كل قوته لكى ينتصر لقراره بعدم عودة الدورى بالفعل انتصر ليثبت للجميع أن الكلمة كلمته والقرار قراره وعودة الدورى بيده لا بيد غيره وأن الألتراس فوق الجميع وأنه هو الأقوى وصاحب اليد العليا فى هذا البلد حتى لو كان هذا مخالفاً لقرارات الحكومة والوزير المختص وأنه لا يرضخ لأي قرارات ولا قوانين واللى مش عجبه يخبط راسه فى الحيط أو يشرب من البحر. وحتى الآن لم يبدأ الدورى العام ولا هناك من لهم القدرة على تحديد ميعاد لعودة الدورى والكل ينتظر حكم القضاء فى أحداث بورسعد ولا ندرى إذا تم النطق بحكم لا يرضى الألتراس هل سيكون هناك دورى أم لا؟!
لقد زاد الوضع على الحد وتخطى مرحلة ضياع هيبة الدولة إلى مرحلة ضياع الدولة نفسها وأصبحنا فى حيرة من أمر القائمين على شئون البلاد فإذا كانت الدولة لوضعها الحالى غير قادرة على إعادة الدورى فكيف تكون قادرة على إدارة البلاد؟!
إننا أمام قضية خطيرة وهى أنه لم يعد لدينا دولة وإنما لدينا ألتراس فالدولة

لا تملك تنفيذ القرارات ولا تملك حكم الشارع وما حدث فى قرار عودة الدورى أثبت أننا نعيش فى دولة لا يملك المسئول فيها تنفيذ قراره وبالتالى اختفت الدولة ومؤسستها الرسمية وسلطاتها وظهر الألتراس فى الشارع بقوانينه وقادته الجدد وأصبحنا نعيش فى دولة الألتراس وأصبح القرار الآن لا يتخذ من رئيس الدولة ولا من مجلس الوزراء ولا من وزير الرياضة ولا من أى جهة شرعية وإنما يتخذ من قادة الألتراس!!
إن أزمة الألتراس كان يمكن احتواؤها فى وقتها ولكن الخوف والتردد وعدم القدرة على اتخاذ القرار هو ما دفع الألتراس إلى ما هو عليه الآن من فرض السيطرة وقوة الضغط والتأثير على السلطة وتحولت الأزمة إلى أبعاد أخرى وإلى معركة يحسم مصيرها ويقرر مستقبلها «الألتراس» بصفته هو من يحكم مصر الآن فاللغة في مصر الآن هى لغة القوة والعصر عصر الألتراس فتعظيم سلام للألتراس الذى أفقد القيادات فى مصر القدرة على اتخاذ القرار وجعلها عاجزة عن عودة الدورى العام.. وتعظيم سلام للألتراس الذي أجبر المسئولين بالدولة على التخلى عن اللوائح والقرارات والقواعد والقوانين وتعظيم سلام للألتراس الذىأصبح الكل فى مصر يخطب ودهم ويسترضيهم ويحتى مطالبهم.. وعمار يامصر...
[email protected]