عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«هيكل» يعيد التليفزيون إلى الشعب

منذ أن وطئت قدم أسامة هيكل وزارة الإعلام وهو يتعرض لهجوم ضار.. جاء أغلبه للأسف من زملاء المهنة ولم يكن هذا الهجوم.. أو قل التهم لوجه الله وإنما كان أكثر ما يستهدف الوزير الشاب طمعاً فى وزارته السيادية والتى كان البعض يعدها بمثابة «مغارة على بابا».. يغترفون منها الذهب والياقوت!!

ومع بالغ الأسف انتفت إرادة هؤلاء فى هدف واحد وهو محاولة تحطيم أحلام هذا الوزير الشاب الذى يعد واحداً من أصغر الوزراء فى مصر، دخل وزارته شاهراً سيفه ضد كل مظاهر الفساد، وكان الحفاظ على المال العام هو كل مراده ومبتغاه، فبدأ عمله بالاطلاع الدقيق على جميع أوضاع الوزارة حتى يستطيع أن يرد الحقوق لأصحابها وأن ينصف كل مظلوم.. تسلم الوزير عمله ليفاجأ بتليفزيون مديون بل غارق فى الديون حتى أذنيه بعد أن بلغت جملة ديونه (13.5) مليار جنيه وهو رقم كبير يصيب أى إنسان بالإحباط واليأس.. لكن الوزير النابه لم يهتم وبدأ أولى خطوات الإصلاح وكان الاستغناء عن أكثر من 300 مستشار كانوا يكبدون الوزارة مبالغ طائلة.. وأعلن الرجل بكل جرأة أن وزارة الإعلام ومبنى التليفزيون لن يكونا أبداً فرعاً آخر لوزارة الشئون الاجتماعية.. ووضع الرجل خطة لإعادة هيكلة مبنى التليفزيون الذى يئن تحت وطأة التكدس والازدحام بفعل 43 ألف موظف.. دون أن يستغنى عن موظف أو عامل واحد، ولكن عن طريق الاستفادة المثلى من هذا الجيش العرمرم من العاملين، كل ذلك بهدف ضخ الدماء فى الشرايين المسدودة من أجل أن يحتل التليفزيون المصرى مكانه اللائق به.

كل هذه الخطوات الجادة أشعلت النار والأحقاد فى نفوس أصحاب المصالح فهاجموا الرجل.. وأطلقوا حوله الشائعات من أجل تعطيل مسيرته وإيقاف نجاحاته.

أدرك هيكل منذ أول يوم لجلوسه على مقعده أن فى عنقه ديناً لهذا الشعب وواجباً يجب أن يؤديه.. فكان أول هدفه إعادة ملكية هذا الجهاز المسلوب إلى مالكه الحقيقى، وهو الشعب كى يصبح التليفزيون المصرى اسماً على مسمى بعد أن كان الجهاز ملكاً خالصاً لنظام فاسد ولأسرة حاكمة امتلكت مسيرته وحددت طريقه الأوحد هو أن يكون خادماً فى بلاط السلاطين ومتحدثاً باسمهم.. وهادفاً لرضاءه وحدهم دون غيرهم، ومن هنا أدرك هيكل ثقل مسئوليته وجعل كل هدفه إعادة التليفزيون لصاحبه الحقيقى.. ومنذ مجىء الوزير الشاب ونحن نرى كل ألوان الطيف ممثلة فى التليفزيون.. إسلاميون.. يساريون.. ليبراليون.. أقباط.. باختصار أصبح تليفزيون الشعب لا تليفزيون النظام.. وجاءت محاكمة مبارك وأركان نظامه ليسجل الوزير النابه أعظم أهداف حياته بل لا أبالغ إذا قلت: إن تاريخ هيكل فى وزارة الإعلام لو لم يتضمن إلا هذه المحاكمة لكفته شرفاً ورفعة.. فحتماً سيقول التاريخ: إن هناك وزير إعلام اسمه أسامة هيكل استطاع بكل جرأة وشجاعة أن ينقل إلى كل بيت فى مصر والعالم أعظم محاكمة فى التاريخ المصرى لآخر فرعون استطاع اغتصاب عرش البلاد لأكثر

من ثلاثين عاماً حتى تحولت على يديه من دولة إلى عزبة تورث للأنجال والأحفاد هذا الفرعون استطاع هيكل بشعوره بنبض الشعب أن ينقل لنا صورته بعد أن تهاوى عرشه.. وتحول إلى مجرد متهم بالقتل.

وكان المتوقع أن تلتهب أيادينا بالتصفيق إلى الوزير النابه.. وأن نقول له باسم كل الشعب المصرى شكراً.. إلا أن ما حدث أعجب من العجب فقد حاول البعض التشكيك فى إنجاز هيكل بل وانتقاده، وللأسف فإن معظم هذا الهجوم لم يكن لوجه الله، كما أسلفنا فكما يقولون الغرض مرض.. فقد وجهوا سهامهم للوزير الشاب قائلين لقد ضيع على الدولة ملايين الجنيهات كانت ستدخل خزانة الاتحاد لو قام هيكل ببيع حق البث للقنوات الفضائية الأخرى!!

وهم هنا لم ينظروا للمحاكمة كما نظر إليها هيكل ـ على أنها وثيقة تاريخية نادرة فى تاريخ الشعب المصرى لا ينبغى الاتجار فيها، والتكسب من ورائها.. لأنها حدث جلل.. لن يتكرر فى تاريخ مصر أبداً.. فى حين نظر لها المهاجمون على أنها عمل يمكن أن يباع ويشترى يعنى باختصار أشبه بحفل لشاكيرا أو مباراة كرة قدم.. ولو سمحنا لهم باستخدام أساليبهم فى البيع والشراء لطالبوا القاضى العظيم أحمد رفعت برفع الجلسة عدة مرات للسماح بإذاعة فقرات إعلانية عن الشيبسى والسمنة الشبيهة بالزبدة الفلاحى.. بل كانوا سيقترحون على القاضى الجليل أن يقول عند رفع الجلسة.. فاصل ونواصل!!

ولا مانع أبداً من أن يقوم مبارك وولداه بدورهم فى الإعلانات فيرفع مبارك الأكياس فى يده ويهلل اريا.. اريا فيرد عليه أولاده أوه.. أوه!!

أرأيتم مهزلة أكبر من هذه المهزلة.. لقد أرادوا أن يحولوا هذه الجلسات من جلالها إلى عمل إعلانى يباع ويشترى وهم هنا ذكرونى بالحكاية الشهيرة لليهودى الذى توفى نجله فكتب نعياً يقول: «كوهين ينعى ولده.. ويصلح ساعات» فهل يليق ذلك بأعظم محاكمات القرن.. يا سادة اتقوا الله فى الوزير النابه واتركوه يعمل شيئاً لمصر والمصريين!