رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صفعة خميس وجرائم المشاهير

للشهرة ضريبة قد تكلف صاحبها الغالى والنفيس.. لمجرد أنه شخصية معروفة، واسم لامع فى مجاله، فكم حادثة سير تقع فى مصر سنوياً ويذهب ضحية لها الآلاف، ولكن لمجرد أن يدهس نجل عادل إمام أحد المارة بسيارته تنهال السهام على النجم وابنه ونحملهم مآسى ومصاعب الدنيا وتتحول الحادثة من حادثة سير عادى تقع كل يوم إلى مثال حى لافتئات الطبقة الغنية على الطبقة الفقيرة.. وتنشر الصحف وتنشط الفضائيات وكلها تطالب برأس عادل إمام ونجله!

 

والحال نفسها حدثت الأسبوع الماضى، والذى شهد مشاجرة عادية تحدث كل يوم بل وكل ساعة فى شوارع مصر. ولكن لأن أحد طرفيها رجل أعمال شهير هو محمد فريد خميس، اشتعلت النار فى بر مصر من صحافة إلى فضائيات لا هم لها إلا تقطيع فريد خميس وتمزيق جسده، دون أن تقف هذه الصحف وتلك الفضائيات عن السبب الحقيقى للمشاجرة، ومن البادئ فيها ومن المخطئ ونحن هنا لسنا بصدد الدفاع عن رجل الأعما الذى لا أعرفه شخصياً وإنما أسمع عنه كواحد من رجال الأعمال العصاميين فى مصر الذى نجح فى اختراق الأسواق العالمية بجودة منتجاته ورفع اسم مصر عالياً.. فخميس بالتأكيد أخطأ بصفع الرجل على وجهه ولكن لم يسأل أحد نفسه ما الذى دفع فريد خميس لهذا الفعل؟!

فالذى عرفته أن الرجل تطاول على خميس وعائلته واتهمه بأنه من فلول الوطنى وسبب خراب مدينة العاشر من رمضان هو وشقيقه محمود خميس، عضو مجلس الشعب الوطنى، فلم يحتمل فريد خميس أن يهان أمام رجاله وكبار المسئولين بالمحافظة ممن كانوا فى انتظار حضور رئيس الوزراء عصام شرف، الذى كان يزور المدينة فى هذا اليوم، ووسط هذا الجو المشحون وتأثير الصيام لم يحتمل فريد خميس الإهانة وصفع المواطن على وجهه، صحيح أن خميس أخطأ فى هذا الفعل، لأن مثل هذه المشاجرات تقع كل ساعة بل كل دقيقة فى الشارع المصرى،

ولكن لأن أحد طرفى المشاجرة شخصية شهيرة ورجل أعمال كبير، صنعت منها وسائل الإعلام من صحافة وفضائيات جنازة كبيرة وشبعت فيها لطم.. بل وصل الحال لبعض غلاة المتطرفين من الكتاب والمذيعين لاعتبار «لطمة» فريد موجهة أساساً للثورة المصرية بل واعتبارها انتصاراً لعصر الظلم الذى عشناه ثلاثين عاماً كاملة فى عهد المخلوع مبارك، ولم تتوقف وسائل الإعلام وأشعلتها ناراً فى بر مصر، نسينا محاكمة مبارك وتجاهلنا مليونية الصوفيين، ووثيقة السلمى وجعلنا كل اهتمام مصر بالصفعة التى وجهها خميس للمواطن عزت فهمى، بل وحرضوا الرجل على الإضراب عن الطعام حتى يقتص من رجل الأعمال، حتى صنعوا من الرجل بطلاً، والذى تحول بين يوم وليلة لنجم النجوم.. والممثل الشرعى والوحيد لشعب مصر، الذى ضرب على وجهه من أحد فلول النظام، صحيح أن كرامة المواطن قبل كل شىء، ولكننا نتساءل هل المواطن البسيط الذى تلقى «الصفعة» لديه كرامة يثور بسببها فى حين أن رجل الأعمال المشهور بلا كرامة، وينبغى عليه أن يعطيه خده الأيمن إذا صفع على خده الأيسر، يا سادة المشاجرة عادية تحدث كل يوم فى كل شارع فى مصر، فلا تجعلوا منها جنازة وتشبعوننا فيها لطم!! وعموماً تم الصلح بين الطرفين ورمضان كريم. وكل مشاجرة وأنتم طيبون!!