رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لقاء الجبابرة بين الرئيس والمشير!!

بعد طلب هيئة الدفاع عن المتهم حسني مبارك الاستماع لشهادة المشير طنطاوي ونحن في شوق ولهفة لرؤية المواجهة الساخنة بين الغريمين اللذين كانا حتي يوم قريب أقرب إلي بعضهما البعض من حبل الوريد.. ولكن لأن الدنيا دوارة.. فقد أصبح الاثنان وجهاً لوجه بل أن كلمة واحدة من طنطاوي كفيلة بلف حبل المشنقة حول رقبة مبارك بل وأمام شاشات الفضائيات التي تسجل كل تعبير إنساني يظهر علي ملامح الإنسان بل وتكاد تنفذ إلي داخله وأعمق أعماقه، ومن هنا تكمن خطورة المواجهة بل أكاد أسمع صرخة مبارك وهو يوجه كلامه لطنطاوي قائلاً: حتي أنت يا ريتشارد!

 

ونحن في شوق ولهفة لها.. نريد أن نري كيف ستتلاقي نظرات الرئيس والمشير؟!.. هل سيتبادلان التحية أم تحمل نظراتهما قدراً من الكراهية والحقد، خاصة من جانب المتهم مبارك، لأنه في نظره وحسب تقديره للأمور فإن طنطاوي ورفاقه خانوا القسم الذي أقسموه أمامه بأن يدينوا بالولاء للقائد الأعلي للقوات المسلحة، ومن ثم رفضوا الانصياع لتعليماته وأوامره التي وصلت لحد قول سامي عنان إن مبارك أمرنا بأن «نسوي» ميدان التحرير بالأرض.. يعني باختصار إبادة جماعية، ومن هنا وقع طنطاوي ورفاقه في حيرة كبري!

فمن ناحية إذا انصاعوا لأوامر القائد الأعلي ورئيس البلاد وضربوا وقتلوا المتظاهرين فإن التاريخ المصري لن يرحمهم أبداً، وسيذكر أسماءهم في سجل السفاحين وسافكي الدماء رغم أن هذا الموقف سيقربهم من القائد الأعلي، وينالون رضائه، وثقته الكاملة، وإما الانحياز للشعب والشرعية وهنا سيكونون أبطالاً لدي الشعب وستخلد أسماؤهم في التاريخ كأعظم قادة ورجال الوطن.

ولكنهم هنا سيكونون قد خانوا قائدهم وقسم الولاء له.. ولم يستغرق الأمر طويلاً وأعلن الجيش في بيان واضح وصريح انحيازه للشرعية ووقوفه بجوار الشعب وهم يعلمون أن فشل هذ الثورة إنما كان يعني ببساطة تعليق رقابهم في حبل المشنقة، فلن ينسي

مبارك لهم هذه الجريمة - من وجهة نظره طبعاً - ومع ذلك توالت بيانات الجيش بعدم المساس بأمن أي متظاهر، بل وسمحوا لجحافل المتظاهرين بالذهاب للقصر الجمهوري حتي يسمع الرجل صيحاتهم الهادرة التي تطالب بالرحيل، بالإضافة لسماحهم للثوار بالإحاطة بمبني التليفزيون ومجلس الوزراء ومجلسي الشعب والشوري، كل هذا كان متعمداً من أجل إجبار الطاغية علي الرحيل والفرار من مصير الديكتاتور الروماني شاوشيسكو وزوجته.. وبعد جهد جهيد غادر الرجل قصره للأبد.

كل هذه الأحداث تزيد من سخونة المواجهة وتؤجج نارها ولا شك أن لدي مبارك الكثير الذي سيقوله.. بل وقد يلجأ لاتباع قاعدة الهجوم خير وسيلة للدفاع فيقوم بإلقاء الاتهامات علي كبار القادة وأعضاء المجلس العسكري نفسه، وعلي رأسهم الجنرال الذهبي طنطاوي.. فقد رأينا جمال مبارك يخطف الميكروفون من والده حتي لا يسترسل في الكلام بمجرد أن انتهي من نفي التهمة.. إذن فلدي مبارك الكثير مما سيقوله وقد يصل لحد تفجير قنابل عما أحاط بفترة حكمه وتنحيه عن الرئاسة، وهي كلها معلومات تهمنا وتهم التاريخ.. لذلك كلنا نتطلع لهذه المواجهة.. وهذا اللقاء الذي من الممكن أن نطلق عليه «لقاء الجبابرة» كما يسمونه أصحاب الأفلام الأكشن.. فانتظروا فإن غداً لناظره قريب.