عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

شياطين القصر الرئاسي

القصور الرئاسية غالباً ما تكون مسكونة بالشياطين، فما أن يدخلها الرئيس حتي تتلبسه لتصبح رفيقه الدائم، وناصحه غير الأمين، فيصبح الرئيس شيطاناً، والشيطان رئيساً.

 

إذا أردت أن تعرف قائداً، انظر إلي بطانته، فإذا صلحت البطانة صلح الحاكم، وإذا فسدت فسد الرئيس ونظامه بأكمله.. فلو نظرت للبطانة التي كانت تحيط بالرئيس المخلوع مبارك ستجدهم كالتالي.. أولهم وأقواهم صفوت الشريف أو موافي رجل المهام القذرة، الذي يستطيع أن يفسد أمة بأكملها وليس حاكماً بمفرده، فقد زين هذا الشيطان لمبارك وزوجته وأولاده كل حرام.. استحلوا المال والأنفس، فعاثوا في البلاد فساداً وإفساداً كل ذلك كان يقف وراءه صفوت الشريف الذي لم يكن له أي نصيب من اسمه، فخاصم الشرف طول حياته!

أما الثاني فهو زكريا عزمي، الذي اشتهر عند العامة بمحاربة الفساد في مجلس الشعب، وكان هو صاحب تعبير «الفساد وصل للركب» فأدركنا بعد رحيله أن الرجل كان يتحدث عن نفسه هو، فساده هو شخصياً الذي تجاوز الركب إلي الرقاب، فكان بمثابة «هامان» الذي يحمي الفرعون، ويقدم له نصائحه التي أطاحت بالرجل وأسرته بعد أن زين لهم الشيطان وصور لهم أن مصر هي «عزبة» مبارك ويجب أن يورثها لأولاده وأحفاده، فكان الخراب!

أما ثالثهم فهو أحمد عز ذلك الرجل القزم الذي أذل هامات الرجال في مصر واستخدم المال الحرام الذي جمعه في أن يكون المبشر والحارس للوريث الجديد، فحاول أن يقدم له مصر عروسة بلا مهر ولا ثمن، ولكن ذكاءه خانه، فلم يدرك أن مصر لا تباع ولا تشتري ولا تورث، فكان سبباً في سقوط الوريث.. وانهيار مملكته المزعومة!

أما رابع المحيطين بمبارك فهو فتحي سرور وهو داهية في علمه فهو قانوني بارع، استخدم القانون في تدعيم أركان النظام لمبارك ووريثه، وكان يزين الحرام لمبارك

وأسرته وكله بالقانون، وكان إلي جوار مبارك أشبه بالمرحوم حسن البارودي في فيلم «الزوجة الثانية» عندما كان يقول للمأذون حتي يتمم الزواج المحرم «الورق ورقنا والدفاتر بتاعتنا» وما أن وقع النظام وخلع مبارك حتي حاول أن يرتدي زي الثوار، ويتحدث وكأنه ملهم الثورة الأول!

أما خامس الشياطين فهو أنس الفقي الذي جاءت به السيدة الأولي من عمله كمندوب مبيعات لسلسلة من كتب الأطفال ليصبح المتحكم الأول في إعلام وعقل مصر، فاستخدم الرجل كل طاقاته ومواهبه المحدودة في تمهيد الأرض للوريث، فأصبح الإعلام المصري الرسمي علي يديه أسوأ إعلام في التاريخ، بل تفوق علي «جوبلز» وزير إعلام النازية، حتي كان الرجل أحد الأبطال الرئيسيين في سقوط مبارك ونظامه وأسرته!

وهكذا رأينا «بطانة» مبارك ومدي فساد ذممهم، وخراب نفوسهم حتي تسببوا جميعاً في تلويث صفحته.. التي بدأت نقية أوائل عهده، ولكن شياطين الإنس أحاطوا به وأحلوا له الحرام وزينوا له السرقة والنهب حتي تحول الرجل علي أيديهم من رئيس دولة إلي زعيم عصابة!

وهو درس لكل حاكم جديد.. في اختيار بطانته، إذا ما كان حريصاً علي اسمه وتاريخه.. فالتاريخ لا يرحم.. والشعوب لا تغفر كما نقول دائماً!!