رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«العرابى» في محرقة النازيين الجدد

السفير محمد العرابي.. أحد فرسان الدبلوماسية المصرية المشهود لهم بالكفاءة والوطنية.. عمل سفيراً لمصر في إسرائيل ثم سفيراً لمصر في ألمانيا فلم يسجل تاريخه الوظيفي أي شائبة أو تقصير وكل هذه المؤهلات رشحت الرجل للعمل وزيراً للخارجية في أعقاب تولي نبيل العربي منصب أمين عام لجامعة الدول العربية.. ومن هنا اشتعلت الحرب علي الرجل. نصبوا له المشانق.. أقاموا له المحارق.. مجموعة من النازيين الجدد في ميدان التحرير وتوابعهم في الصحف الخاصة.. ألقوا بالرجل وتاريخه المشرف في «محرقة» لا تقل في بشاعتها عن محرقة النازية في عهد هتلر.. أهالوا التراب علي كل تاريخ الرجل.. لوثوا تاريخه بكل الأباطيل.. وكان أعجبها أن الرجل كان يخدم مبارك أثناء فترة علاجه في ألمانيا.. وكان قريباً منه وكان المطلوب من السفير المصري في أي بلد في العالم حتي يثبت وطنيته عليه أن «يتجاهل» رئيس الدولة إذا ما زار البلد التي يعمل فيها السفير!!

وهو كلام مجنون لا يصدر عن عاقل.. فالرجل كان يؤدي عمله بكل إخلاص ووطنية.. وكان المصريون في ألمانيا يشهدون للرجل بالأمانة والكفاءة.. ولكن ماذا يفعل أمام النازيين الجدد.. الذين لا يعرفون عدلاً ولا إنصافاً.. سنوا أقلامهم.. وشحذوا ألسنتهم لتنال من الرجل بمجرد أن أعلن اسمه وزيراً.. ولم يتركوا له فرصة للعمل والإنجاز، ومع ذلك تحمل الرجل عبء حل مشكلة المصريين في ليبيا.. كما تبني الرجل فكرة إحياء قوة الدبلوماسية الناعمة لمصر في معاملاتها مع جميع الدول العربية والأفريقية. زار الرجل

عدة دول وكان واجهة مشرفة لبلاده.. حتي قال الرجل جملة عادية تحمل تقديراً للمملكة العربية السعودية دون أن تحمل لمصر أي إهانة أو انتقاص من دورها العربي والإقليمي.. إذ قال الرجل واصفاً السعودية إنها «شقيقة كبرى».. ولكن الرجل لم يقل «الشقيقة الكبري» فوضع النازيون الجدد حرفي الألف واللام لتصبح كلمة العرابي «الشقيقة الكبري»  وهو وصف مقصور وحصري علي مصر وحدها دون غيرها.. أما السعودية وسوريا والعراق فهي شقيقات كبري ولكن مصر هي الشقيقة الكبري الوحيدة.. ومع ذلك حمل النازيون الجدد في ميدان التحرير وتابعوهم من كتاب الأعمدة في الصحف الخاصة فئوسهم وانهالوا علي «العرابي» تحطيماً وتدميراً.. حتي أجبروا عصام شرف علي سحب المنصب الوزارى من الرجل.. رغم أن شرف يدرك وطنية وإخلاص العرابي.. ولكن أمام قوات النازيين الجدد «خلع» العرابي من منصبه رغم كفاءته ومهارته التي يشهد بها كل العاملين في الخارجية.. حتي انسحب الرجل من الوزارة محسوراً.. مظلوماً.. وخسرت مصر وزيراً من العيار الثقيل!!