عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

شعبية أوبامـا.. وشعبية السيسى

على عهدة وزير التموين ومسئوليته.. فإن «أخونا» أوباما قال للسيسى عندما قابله وجها لوجه: أعلم أن شعبيتك أكبر من شعبيتى!!

وهذا كلام غريب أن يصدر من أوباما الذى ظل إلى وقت قريب ينظر للثورة المصرية على أنها انقلاب على الرئيس - غير المأسوف على شبابه - محمد مرسى.. فها هو ينطق بالحق دون أن يدرى.. لأن قادة الانقلابات ليست لهم شعبية ولا يعتمدون عليها في سلوكهم.. فهم يعتمدون على سلطة الأمر الواقع.. على مدى قدرتهم على الإمساك بزمام الأمور.. أما حكاية الشعبية فهى خارج حساباتهم.. لأن اقتران الانقلابات وقادتها بالشعبية يكسبها شرعية الثورات!!
تماما كما حدث في مصر بعد ثورة يوليو 52 والتى بدأت كانقلاب عسكري.. ثم التف حولها الشعب فتحولت إلى ثورة!
إذن عندما يعترف هذا الأوباما بـ«شعبية» السيسى الطاغية فهو اعتراف يدل على قصر نظر سيادته.. وعدم تقدير ادارته للأمور لأنها مازالت تتعامل مع ما حدث فى مصر على أنه انقلاب - ولو بشكل غير رسمى - بدليل تعليق الجزء الأكبر من المعونة الامريكية.. وحجز طائرات الأباتشى.. وإيقاف توريد طائرات إف 16 لمصر!
ومن هنا استغربت اعتراف أوباما الذى جاء متأخرا.. بشعبية السيسى!
قد يقول قائل ولايهمنا اعتراف أوباما أو غيره.. فنحن ﻻ نحتاج إلى «شهادة صلاحية» من أحد.. ولكن هذا القول مردود عليه فالعالم الآن أصبح وحدة واحدة وجزءا لايتجزأ.. وشهادة العالم واعترافهم بثورتنا هى «البوابة الملكية» لدخول المساعدات ومنح القروض وفتح أبواب الاستثمارات الأجنبية لمصر!
ومن هنا فنحن نرحب باعتراف أوباما.. بل ونعتبره بداية لعودة الرشد والعقل للإدارة الأمريكية.. لتدرك أهمية ومكانة مصر شعباً وحكومة.. واحترام إرادته وثورته العظيمة.
ولابد أن نعترف بأن أمريكا هى قائدة العالم.. وقرارها ورؤيتها يؤثران فى مواقف وآراء الكثير من الدول فى العالم..

بل إن هناك بعض الدول تعتبر الموقف الأمريكي هو البوصلة التى تتحدد به رؤيتهم وقراراتهم.. ليس معنى ذلك أن نرهن القرار المصرى للارادة الأمريكية.. فاستقلالية قرارنا هى رأس مالنا الحقيقي.. وهو نتاج وثمرة لثورتى الشعب.. وما حققته من إزكاء للكرامة وبث للروح الوطنية..لكن ذلك لا يجعلنا نتجاهل الدول الأخرى خاصة إذا كانت فى ثقل وتأثير الولايات المتحدة.
لكل ذلك لم أكن مبالغا عندما ذكرت فى كل أحاديثى الاعلامية ان السيسى خرج من مصر.. حاملا رخصة قيادة «محلية».. وعاد من زيارته للأمم المتحدة وفى يده رخصة قيادة «دولية».. فقد نال اعترافا وتكريما لم يحلم به أشد المتفائلين.. وهو تكريم جدير به.. ومصر كبلد كبير جدير بهذا التكريم وبهذا الرئيس الذي أبهر العالم.. ولعل هذا هو السبب فى اللوثة العقلية التى أصابت الثور التركى الهائج..وجعلته يتأرجح بين فتح الجسور مع النظام المصرى الجديد.. بطلب لقاء ثنائي بين وزيرى خارجية البلدين.. وفى نفس الوقت يهاجم نفس هذا النظام من على منصة الامم المتحدة.. حتى إننى لا أجد كلمة مناسبة لهذا الجنون لأوجهها لهذا الأردوغان إلا أن أقول له: روح يا شيخ.. ربنا يشفى الكلاب ويضرك!!