رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

السيسى.. وعمر بن عبد العزيز

هل من قبيل النفاق ان نقارن بين السيسي وبين خامس الخلفاء الراشدين عمر بن عبدالعزيز.. أظن ان مسيرتى معكم فى الكتابة وأحاديثي فى كافة وسائل الإعلام تنفى عنى هذا الاتهام، المهم أن المقارنة هنا لها أسباب موضوعية للمقارنة بين الاثنين.

فعندما تسلم عمر بن عبدالعزيز الحكم كانت خزينة بيت المال شبه خاوية ومن هنا بدأ الرجل منذ دخوله الى مقر الخلافة فى العمل بكل جهد واجتهاد وكان اول شىء بدأ به عمله ان تنازل عن معظم ثروته لبيت مال المسلمين بل ذهب الى زوجته وخيرها بين الاحتفاظ به زوجا.. أو التبرع بكل ما لديها من ذهب وحلى لبيت المال فسلمته كل ما تملك.. لأن الاحتفاظ بزوج كعمر ﻻيعادله كل مال الأرض.
وبدأ الرجل عمله بكل اجتهاد وإخلاص وامانة.. وبتوفيق من الله سبحانه وتعالى.. استطاع الرجل خلال عامين وشهرين من صناعة معجزة بشرية لازالت محل اندهاش العالم حتى الآن.. فقد امتلأت خزائن بيت المال عن آخرها ولم يعد هناك فقير من بين سكان البلاد يستحق الزكاة سواء كان مسلما أو مسيحيا أو يهودياً.. بل إنه أمر عماله بأن يشتروا الحبوب من قمح وشعير وخلافه لينثروه على قمم الجبال وسطح الوديان حتى يأكل منه الطير المحلق فى السماء.. بل انه أوقف تحصيل الزكاة الجديدة بعد ان امتلأت خزائن بيت المال عن آخرها.
هذه باختصار تجربة عمر بن عبدالعزيز فى الحكم وتسيير أمور البلاد والعباد.. فما هى أوجه التشابه البادية فى الأفق بين تجربة السيسى وتجربة خامس الخلفاء الراشدين؟!
وحتى نجيب عن هذا السؤال نقول.. منذ ان بدأ السيسى عهده وهو يعطينا المثل والقدوة فى العطاء لبلده حتى انه وقف أمام شعبه - فالأيام الأولى لعهده - ليعلن على الملأ تبرعه بنصف راتبه الرئاسي، ولم يكتف بذلك وإنما أعلن تبرعه ايضا بنصف ثروته بما فيها ما ورثه الرجل عن والده، وهو كما نرى امرا غير مسبوق فى عالمنا الحديث.. بل يعيدنا مرة أخري لأيام الصحابة الأجلاء.. ثم بدأ عهده الرئاسي وهو فى سباق مع الزمن والانجاز حتى إنه أعطى تعليماته باستصلاح  وزراعة 4 ملايين فدان.. بل طلب وأمر بأن يتم استصلاح مليون فدان منها خلال عام واحد فقط لاغير.. وهى مساحة لم يستصلح في مصر مثلها طوال ثلاثين عاماً كاملة!!
ولم يمر من عهده أكثر من شهرين حتى فجر مفاجأته الكبرى.. بشق قناة سويس جديدة ترفع إيرادات القناة الحالية من 5 مليارات دولار الى ما يقرب

من 13 مليار دولار بالاضافة لمشروعات تنمية محور قناة السويس الأخرى والتى يمكن ان تدر ايرادات قد تصل لـ 100 مليار دولار.. كلام ولا فى الاحلام.. ولم يكن الرئيس بياعا للوهم لشعبه وانما كان يعلن مشروعات مدروسة ومصادر تمويلها معروفة ومتاحة.. لم يكتف الرجل بذلك وانما امر باختصار زمن تنفيذ المشروع من ثلاثة أعوام الى عام واحد فقط.. لما لا والرجل فى سباق مع الزمن!!!
ولم يكتف الرجل بكل هذه المشروعات العملاقة والأفكار الخلاقة وإنما وضع يده على كارثة مصرية قديمة ونعنى بها صعيد مصر الذى أهمل سنوات وسنوات حتى شعر مواطنوه بالقهر والظلم.. بل شعروا بأنهم مواطنون من الدرجة الثانية!!
هنا وضع الرئيس يده على الأزمة وجعل من الصعيد جل اهتمامه وبدأ فى تنفيذ فكرة إعادة التقسيم الإداري للمحافظات ليخلق ظهيراً صحراوياً لكل محافظة يسمح لها بالتوسع والتمدد وان لكل محافظة منفذ على البحر الأحمر تمهيدا لاقامة ميناء لكل محافظة عشرات المشروعات الكفيلة بنقل مصر من بلد قعيد الى بلد عملاق فى سنوات قليلة بإذن الله.
كل ذلك مشروط بأن نضع أيدينا بيد الرجل وان نقف معه كتفا بكتف ويدا بيد وألا نقول له ما قاله بنو اسرائيل لنبى الله موسى «اذهب أنت وربك فقاتلا، إنا ها  هنا قاعدون»!!!
هذا عن الشعب.. أما عن الرئيس.. فلكى ينجح لابد أن يحسن اختيار حاشيته لأن صلاح الحاشية من صلاح الحاكم، وصلاح الحاكم من صلاح الحاشية.
أﻻ ترون معي أن هناك تشابهاً كبيراً بين بدايات عهد كل من السيسى وعمر بن عبدالعزيز، وأرجو الله أن يمن على السيسي وعلينا بنفس النجاح الذى حققه خامس الخلفاء الراشدين.