رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اللهم أحيينى معارضاً.. وأمتنى معارضاً.. واحشرنى مع المعارضين

منذ أن بدأت حياتي الصحفية وأنا أعارض.. عملت في صحيفة معارضة.. كتاباتي كانت معارضة علي الدوام.. حتي أحاديثي التليفزيونية والإذاعية كانت المعارضة هي أسلوبي وطريقي ونهجي.

بل إنني أعتقد أن الله ما خلقنا إلا لكي نعارض.. لكل هذه الأمور أنا دائماً أحب المعارضين.. وأحترم المعارضة، وأنظر بعين الشك والريبة للمؤيدين بل وأعتبرهم حملة مباخر ومهرجي السلطان، ومن هنا فأنا أعلنها الآن وبكل صراحة ووضوح أنني وبرغم كوني من مؤيدي السيسي ومن الداعين لترشحه وانتخابه، إلا أنني لن أكون أبداً في صفوف المؤيدين وحملة المباخر والمتغنين بجماله وطلعته البهية.
فأنا وإن كنت سأختار السيسي فذلك لتأكدي أن مصر في هذه الفترة تحتاج لرجل دولة حازم.. حاسم يعيد «تربيط» مفاصل الدولة التي تفككت وتحللت حتي أصبحنا نحكم من الشارع وليس من قصور الحكام.. وقد أصبح الشارع هو الذي يعين الحكومات وهو الذي يعزلها بالحق حيناً وبالباطل في معظم الأحيان.. ولإصلاح هذا الوضع الكارثي سأختار السيسي، أما بمجرد أن يجلس الرجل علي أريكة الحكم في قصر الاتحادية، فسيجدني قد انسحبت فوراً من صفوف الجالسين في حضرته لأجلس في مكاني وموقعي الطبيعي علي يسار كل حاكم.. بل إنني لا أنكر أنني أكن احتراماً أكبر لمؤيدي صباحي من أولئك الذين يؤيدون المشير.. وذلك ببساطة لأن مؤيدي صباحي يتحلقون حوله وهم يدركون أنه ساقط.. ساقط.. وأن المسافة التي بين صباحي وقصر الاتحادية أبعد من المسافة بين السماء والأرض ومع ذلك يؤيدونه بلا أي مغنم أو طمع في أي مكسب، وهي بطولة وتجرد، يعني باختصار إن هؤلاء مؤمنون - بحق - بأفكار ورؤي مرشحهم.. لذلك أنا أشعر بالغيرة من تجردهم وتضحياتهم ونزاهتهم.
أما مؤيدو السيسي - ودعنا نقل الكثير منهم - فهم يتحلقون حول الرجل الذي يعد الرئيس القادم لمصر لذلك فهم يتحلقون حوله كما تتحلق جيوش الذباب حول طبق العسل.. فالكثير منهم ينتظر المكافأة ودوره في توزيع الغنائم وما

وقوفهم بجوار المشير إلا نوع من تقديم السبت حتي يجدوا الأحد قدامهم، كما يقول المثل الشعبي.. لذلك هم التفوا حول الرجل قبل أن يطرح برنامجه أو حتي يقدم أفكاره.. بل إن المشير لم يقدم لنا برنامجاً مكتوباً حتي هذه اللحظة، وهي سقطة تاريخية للسيسي وحملته الانتخابية.. حتي إن كاتباً مرموقاً قالها بملء فيه: «السيسي لا يحتاج برنامجاً»!
إذن مؤيدو السيسي وكما نري وجوه معظمهم من رموز النظام السابق وممن أفسدوا الحياة السياسية وأفقروا وأذلوا الشعب طوال ثلاثين عاماً، ومع ذلك فالمشير معذور لأنه لا يستطيع في ظل المنافسة الانتخابية أن يقول لمن يؤيده: «بلاش» تؤيدني حتي لو كان يدرك فساد المناصر أو المؤيد ويدرك نفاقه، ورغم أن السيسي قالها بوضوح: لن أكون البحيرة التي يلجأ لها الفاسدون لغسل سمعتهم وفسادهم.
لكل ذلك أنا أرشح حمدين صباحي وأنصاره للقيام بدور المعارضة لحكم السيسي ونظامه.. لأن النظام السياسي بلا معارضة كالسيارة التي تسير بدون فرامل.. وأعدهم بأن أكون في طليعة المعارضين لأنني دائماً أحترم المعارضين، وأقدر المعارضة في كل العصور والأنظمة، لذلك أقول دائماً اللهم احييني معارضاً.. وأمتني معارضاً واحشرني مع المعارضين.. لأن المعارضين قد يكونون أبعد ما يكونون من رضا السلطان وحاشيته.. ولكنهم أقرب ما يكونون لرب العالمين وأبواب جنته.