رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

«حسنية».. وقتل الشهيد


 

الأعمار بيد الله.. لا أحد يجادل في ذلك أبدا.. لكن أحيانا يكون الإهمال سببا في قتل بني آدم بريء.. لا يهم هنا أن يكون الإهمال عن عمد أو عن جهل فالمحصلة النهائية هي إزهاق روح إنسان.

وبالأمس القريب سمعت شيئا لا يصدقه عقل عن واقعة إهمال ترقي الي القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.. بطلة هذه الواقعة مديرة لبنك الدم بجامعة الزقازيق وتدعي «حسنية» والواقعة - إذا صحت - تستوجب محاكمة الطبيبة المذكورة بتهمة القتل.
فقد قال الدكتور أحمد وهو طبيب بمستشفي جامعة الزقازيق إنه بعد إخباره بواقعة إطلاق النار علي صديقه الشهيد محمد عيد عبدالسلام مقدم الشرطة الذي اغتالته يد الإرهاب الأسود وهو عائد لمنزله أسرع الدكتور أحمد لبنك الدم بالجامعة لتوفير الدم اللازم لإنقاذ حياة المصاب خاصة أنه كان ينزف دما غزيرا بفعل إصابته بأربع رصاصات في جسده الطاهر.. وكان يحتاج لأكثر من 12 لتر دم كما ذكر الطبيب.. وما إن وصل لبنك الدم حتي وجد المديرة غير موجودة.. وبعد مجهود شاق توصل لتليفونها المحمول عن طريق العاملين ببنك الدم والذين رفضوا إخراج أي كيس دم من الثلاجة إلا بأمر المديرة!! علي الفور طلب الدكتور أحمد مديرة بنك الدم وتسعي «حسنية» وهنا طلب منها كمية من الدم علي مسئوليته الشخصية كطبيب ومن صلاحيته سحب أي كمية من الدم يراها لازمة للمريض وتتوقف عليها حياته إلا أنه فوجئ برفض كامل من المديرة لإخراج أي كيس دم إلا بعد دفع المقابل.. وهنا قال لها الطبيب يا سيدتي نحن لم نستعد وليس معنا فلوس الآن.. كما أنني طبيب وأستاذ جامعي لديكم ولي مرتب تستطيعين خصم ثمن الدم منه إذا لم ندفع الثمن.. ولكن الطبيبة المذكورة وضعت أذنا من طين وأخري من عجين وواصلت الرفض رغم علمها بإصابة المقدم محمد الخطيرة.. فما كان من الطبيب إلا أن أخبرها بأنه سيذهب حالا لإحدي ماكينات الصرف الآلي لسحب ما تطلبه من نقود.. رغم خطورة ذلك علي حياة المصاب الذي يسابق الزمن في صراعه مع الموت.. وهنا فوجئ الدكتور أحمد بشيء أغرب من الخيال.. إذ فوجئ بالطبيبة «حسنية» تضع أمامه شرطا آخر أكثر تعجيزا وهو ضرورة إحضار متبرعين بالدم مع إحضاره النقود

المطلوبة.. وما بين شد وجذب استمر ما يقرب من ساعة حسب كلام الطبيب جاءه الخبر الحزين.. البقية في حياتكم الشهيد محمد عبدالسلام مات.. ولم يعد بحاجة لدماء «حسنية» فرحمة الله أشمل وأعم من رحمة الطبيبة «حسنية»!! وانهار الطبيب الشاب ومجموعة الضباط أصدقاء الشهيد ولكن الطبيب «أحمد» صمم علي إبلاغ النائب العام ضد مديرة بنك الدم التي لم تراع الإنسانية ولا الواجب المهني ولم ترحم دموع وآهات المصاب وهو يصارع الموت.. متهما إياها بالإهمال وتسببها في مقتل الشهيد وعدم إنقاذ حياته.
كل ما ذكرته - والعهدة علي لسان الدكتور أحمد صديق الشهيد - إن صحت الرواية.. وإن صحت تفاصيلها فأنا أطالب بضرورة معاقبة الطبيبة المذكورة بتهمة القتل لأن الإهمال العمدي هو قتل مع سبق الإصرار والترصد خاصة أنها طبيبة وتدرك أهمية الدم لحياة المصاب.. بل وتدرك أهمية الدقائق وربما الثواني في إنقاذ حياة مصاب.
أنا هنا لا يهمني ما يقال من شائعات حول انتماء السيدة المذكورة للجماعة المحظورة فكل ما يهمني أنها ارتكبت جريمة قتل مكتملة الأركان.. لا تفرق أبدا عمن أطلق رصاصات الغدر علي جسد الشهيد.. هذا إن صحت رواية الطبيب.
أرجو النائب العام سرعة النظر في هذه القضية الخطيرة حتي تكون هذه الطبيبة وأمثالها مثلا رادعا لكل من يستهين بحياة البشر ولا يقدر قيمة الإنسان! أي إنسان فما بالكم بمن يقدم حياته فداء لمصر كل يوم.. ومع ذلك يموت لأنه تصادف مع أناس يفتقدون أي معني أو رصيد إنساني.