رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

السيسي - وحده - لا يكفي


 

أتفهم عشق المصريين لـ«السيسي»، والتفافهم حوله، واعتباره بمثابة المخلص والمنقذ من شرور الإخوان فهو المرشد والدليل الذي سيصل بنا لمصر الجديدة.. كل ذلك أتفهمه، وكنت أول المطالبين للرجل بالترشح لقيادة سفينة مصر الي بر الأمان.. كل ذلك مفهوم لكن وبعيدا عن العاطفة التي تشدنا للرجل وتجذبنا نحوه خاصة أن الرجل يتحدث من قلبه فيصل كلامه لقلوب المصريين مباشرة وبلا أي وسيط، ولكن السؤال الأهم هنا: هل يكفي «السيسي» - وحده - حتي تصل مصر للنهضة المنشودة والاستقرار المأمول؟!

في اعتقادي أن «السيسي» وأي حاكم آخر حتي لو كان في كفاءة «مهاتير محمد» باني نهضة ماليزيا.. لن يستطيع وحده أن ينهض ببلد - كمصر - به من المشاكل الاقتصادية والانفلات الأمني الرهيب بل الانفلات الأخلاقي أيضا.. فالحاكم أيا كانت مهارته بحاجة الي شعب يعمل لا شعب أدمن التظاهر والاعتصامات نحن في حاجة لشعب يعمل أولا، وبعد ذلك يطالب بحقه، لا شعب يطالب بالأرباح السنوية في شركات خاسرة بالملايين.. واسألوا عمال الحديد والصلب في ذلك.
كان «السيسي» صادقا مع نفسه ومع شعبه تماما عندما قال إنه لو تولي رئاسة مصر فلن يجعل مسئولا ينام في مصر بل إنه مازح الشعب في واحدة من كلماته المؤثرة عندما قال إنه يوقظ الجيش في الخامسة فجرا.. فهل أنتم مستعدون للعمل من الفجرية.
لذلك لن يكتب لـ«السيسي» أي نجاح في مهمته إلا إذا وقفنا بجواره كتفا بكتف.. ويدا بيد.. ولم نفعل معه مثلما فعل بني إسرائيل عندما قالوا لنبينا موسي «اذهب أنت وربك وقاتلا إن ها هنا قاعدون»!
فـ«السيسي» سيتولي بلدا يعاني عجزا ماليا يزيد علي مائتي مليار دولار وديون متلتلة للخارج والداخل، ومع ذلك فإن هناك دعم طاقة يتجاوز الـ180 مليار جنيه يذهب أغلبه للصوص والفاسدين وتجار الأزمات، فـ«السيسي» سيتسلم بلدا نخر الفساد في عظامه وأصبح الفساد والسرقة والرشوة أمورا

طبيعية فيه تستحق الاستهجان، إذن نحن في حاجة لثورة جديدة لا يكون هدفها خلع الحكام ولكن اهتمامها وهدفها خلع الفساد والكسل والتناحة والتنبلة والاستنطاع من داخلنا، ثورة للعمل والإنتاج لا أن تكون سبوبة للنشطاء وتجار الشنطة ممن يرفعون لافتة حقوق الإنسان نحن في حاجة لثورة لتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة بين كافة طوائف الشعب.. ثورة علي المحسوبية والكوسة والاستثناءات.. هذه هي الثورة التي نريدها بحق.. وهؤلاء البسطاء هم أبطالها بحق، فالفقراء هم ملح الأرض وأديمها.
وأنا أضمن لـ«السيسي» النجاح وأبصم بالعشرة إذا اعتمد علي هؤلاء وانحاز للفقراء وعمل لصالحهم.. فيكفي أن عبدالناصر مازال أغنية علي شفاة المصريين رغم أنه قائد انهزم في 67 ووأد الحريات واعتقل عقول البلد ومفكريها.. إلا أن انحيازه للفقراء جعل حتي ضحايا معتقلاته يبكونه يوم وفاته وهو شيء نادر الحدوث أن تبكي الضحية جلادها.. ولكن انحيازه للفقراء غفر له عند شعبه ما تقدم من ذنبه وما تأخر.. هذا هو طريق النجاح لـ«السيسي» إذا أراد أن «يستوطن» قلوب المصريين وعقولهم أما أن نترك الفقراء والمهمشين بلا رعاية  ولا اهتمام، فإننا نقدمهم كفريسة علي طبق من ذهب للإخوان وكل تجار الدين الذين استغلوا غياب الدولة فانفردوا بالغلابة والمساكين.. وسخروهم لمصالحهم الدنيئة.