رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصر.. بين «البزازة» و«العضاضة»

بعد ظهور نتيجة الاستفتاء وظهوره بمظهر حضارى غير مسبوق حتي إن عدد المشاركين فيه فاق عدد أي استفتاء آخر في التاريخ المصرى، كما أن نتيجة الاستفتاء والتي أكدت أن من قال «نعم» زادت نسبتهم على 98٪، وهي نتيجة غير مسبوقة أيضاً. لاحظ البعض أن هناك نسبة مشاركة ضعيفة لفئة الشباب تحديداً وكان من رأيى أن السبب الأول في ذلك هو ظهور رموز نظام مبارك الفاسدين وتسيدهم للساحة الإعلامية في مصر، مما أدخل الشعور بالخيبة والإحباط في نفوس الشباب وليس الامتحانات كما قال رئيس اللجنة العليا للانتخابات لأن الاستفتاء تم علي يومين ولمدة 12 ساعة يومياً!

وخوفاً من استغلال الإخوان لهذه «الثغرة» في جدار الإجماع الشعبي المصرى.. وحتي لا يقع هؤلاء الشباب في براثن هذه العصابة، خاصة أننا مقبلون علي يوم خطير وهو الاحتفال بثورة 25 يناير المجيدة مع ما تعده هذه العصابة من أعمال عنف قد تصل لحد حرق مصر كما يتمنون، بل إنهم يطلقون عليه يوم الخلاص. لكل هذه الأسباب اجتمع ثلاثة من وزراء الحكومة مع عدد من شباب القوي الثورية، والذين اعتادوا تصوير أنفسهم علي أنهم ملاك ثورة يناير وأصحاب الحق الحصرى في التحدث باسمها من أجل امتصاص غضب الشباب وتهدئة نفوسهم قبل اليوم المشهود، وأنا هنا أشارك صديقي سليمان جودة غضبه من عقد مثل هذه اللقاءات مع هذه المجموعات الشبابية المشكوك في براءتها لأن الشباب الذي كان عماد الثورة لم يكن هم هؤلاء النحانيح «ثوار الفضائيات» وإنما كل شباب مصر.. متعلمين وحرفيين.. صعايدة وبحاورة.. رجالاً ونساء الكل شارك والكل وقع في دفتر الوطنية.. فلماذا تعاود الحكومة نفس أخطاء الماضى من الاعتماد على شباب الفضائيات والحركات الثورية المشبوهة وكأن هؤلاء ممثلون ومندوبون عن كل شباب مصر.. ولعل هذا التدليل هو الذي أفسد هؤلاء وجعل بعضهم يبيعون وطنهم وشرفهم في سوق النخاسة والنجاسة الدولية والتي كانت تهدف لوأد الثورة المصرية، واغتيال براءتها وطهارتها. وللأسف كانت كل حكومات ما بعد

الثورة تعتمد علي سياسة «البزازة» لاحتواء غضب وثورة هؤلاء النحانيح تماماً كما نفعل مع أطفالنا الصغار عندما يصرخون ويضربون الأرض بأرجلهم حتي يجذب الواحد منهم نظر الأسرة واهتمامها فكنا نلجأ للبزازة حتي نتخلص من صداعهم.
لكن سياسة البزازة الحكومية ستفسد هؤلاء الشباب.. وستزيد من إحباط الشباب الأبطال الحقيقيين للثورة وهم هؤلاء الذين انصرفوا لأعمالهم بعد رحيل مبارك ولم ينتظروا توزيع الغنائم كما فعل ثوار الفضائيات والحركات المشبوهة.
فالصحيح أن تبحث الحكومة عن الحلول للوصول للشباب ومعرفة أسباب إحباطهم وإزالة الاحتقان في نفوسهم بعد تهميشهم وسرقة ثورتهم من الإخوان ونحانيح الفضائيات.
ولا أبالغ إذا ما قلت إن أقصر الطرق للوصول لقلب وعقل هؤلاء هو العدالة الاجتماعية والمساواة بين كل المصريين في الحقوق كما يقول الدستور الجديد.. فلابد من ترجمة فورية له من خلال حزمة من القوانين التي ترسخ العدالة ومبدأ المواطنة، أما إذا استمرت الحكومة في تدليل ثوار الفضائيات واعتبارهم ممثلين عن شباب مصر.. والإفراط في سياسة «البزازة» لضمان سكوتهم وشراء رضاهم.. فهنا عليها أن تمنح كل شاب مصري ثورى حقيقي «عضاضة» بلاستيك ليضعها الواحد منهم بين أسنانه كالمرضى النفسيين حتي يفرغوا فيها طاقة الغل والإحباط.. وهنا ستكون مصر ضحية لسياسة البزازة والعضاضة التي يمكن أن تصل بنا للهاوية.. وقانا الله ووقاكم شر الثوار الفالصو.. ونحانيح الفضائيات.