رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الدستور.. والشيخ زايد

عظماء البشر.. نادرون.. لكنهم يعلموننا الدروس حتى بعد وفاتهم.. بأقوالهم وافعالهم وما يروي عنهم.. والشيخ زايد باني نهضة الامارات الحديثة وصاحب الأيادي البيضاء على العالم العربي من شرقه لغربه.. وأنا اعترف بأنني عاشق لهذا الرجل الاسطورة الذي كان عشقه لمصر والمصريين بلا حدود.. ويكفي بأنه أوصى أولاده وهو يحتضر اياكم أن تبتعدوا عن

«حضن» مصر وسمع أولاده النصيحة وأعلنوا بعد ثورة 30 يونية المجيدة أننا سنتقاسم «اللقمة» مع شعب مصر وبالفعل كانوا خير خلف لخير سلف، وحتى ان وقوفهم مع مصر فاق الحدود وتجاوز الأمور المالية الى حد أن قامت الامارات بشىء غير معهود في الاعراف الدبلوماسية الدولية ويعد سابقة في التاريخ الدولي وذلك بأن قامت باستدعاء سفيرها في تركيا احتجاجاً على التدخل السافر والسافل لاردوغان في شأن مصر.. فجميع دول العالم تفعل هذا التصرف عندما يتدخل أحد في شأنها الداخلي أما أن تقوم دولة بذلك احتجاجاً على تدخل دولة ما في شئون دولة اخرى فهذا هو العجيب.. ولكن لا محل للعجب عندما يحدث ذلك من أولاد زايد حكيم العرب وهذه التسمية لم تأت من فراغ، فقد ظل الرجل طوال حياته يمثل رمانة الميزان في العالم العربي.. ومازالت صيحته الشهيرة التي دوت في آفاق العالم عندما قال بأعلى صوته أبداً لن يكون البترول العربي أغلى من الدم العربي.. وهنا استجابت كل الدول العربية لندائه وقررت قطع البترول العربي عن الدول التي تساعد اسرائيل.. هذه بعض مواقف وأفعال الرجل العظيم زايد، والآن أكاد أسمعكم تسألونني ما مناسبة هذا الكلام الآن؟! المناسبة يا سادة ببساطة انني التقيت بالمصادفة على هامش احد اللقاءات التليفزيونية الفقيه الدستوري الدكتور صلاح فوزي عضو لجنة العشرة التي وضعت التعديلات الاساسية على دستور 2013 والتي تم على اساسها اقرار دستور 2014 وفي هذا اللقاء اكتشفت انني امام كنز مصري كبير في علمه وفي خبرته وفي حياته وهنا حكى لي الدكتور صلاح قصة يمكن تدريسها في المدارس في الجامعات على وجوب احترام

الدساتير وكان بطلها الرجل العظيم الشيخ زايد، الذي كان فقيهنا الدستوري مستشاراً له فقال الرجل.. كنت جالساً مع الشيخ زايد رحمه الله، وفجأة دخل عليه ولي عهده طالباً منه على استحياء مناقشته، وتوقيعه على قرار رئاسي فسأله حكيم العرب.. ولماذا تأتي الى ولم تقم أنت بالتوقيع على هذا الأمر.. فرد عليه نجله ولي العهد لأن هذا الأمر يا طويل العمر مخالف للدستور.. وهنا أحمر وجه الشيخ زايد وقال لولي العهد أجمع لي جميع اخوتك امامي الآن، وكانوا يتولون مناصب كبرى في الامارات.. وطلب من الدكتور صلاح تسليمه نسخة من الدستور وما أن حضر جميع أولاده.. حتى رفع نسخة الدستور بيده وأشار اليه باليد الأخري اسمعوا جميعاً أنا لم أوقع على الدستور لأخالفه.. ولكني وقعته حتى تحترمه جميعاً وطلب منهم الانصراف فوراً بعد أن علم اولاده وعلمنا نحن أعظم درس في التاريخ.. فالدساتير تعد حتى تحترم لا أن يستحل دمها الحكام.. رحم الله حكيم العرب الذي مازال يعلمنا حتى بعد رحيله.
وهنا لابد وأن نقول لكل مسئول في مصر حافظ على الدستور وضعه في عينيك.. فهذا الدستور دفعنا ثمنه من دماء أبنائنا وعلى الدولة أن تتجه من الآن في إعداد القوانين والتشريعات التي تترجم هذا الدستور العظيم كمرشد ودليل على خدمة المصريين وتسهيل طريقهم في الوصول لمصر الجديدة.