«الأبالسة»
هم مجموعة من البشر ولكن سلوكهم ينافس إبليس في خسته وقذارته بعد ثورة يناير المجيدة «طغي» هؤلاء علي السطح فتلقفتهم الفضائيات حتي صنعت منهم نجوماً لامعة يشار لها بالبنان.. بل أدخلت في نفوس البسطاء علي ان هؤلاء هم رموز الثورة وأبطالها.. فحملهم المغفلون علي الأعناق.. بل وأصبحوا ضيوفاً علي الجامعات لإلقاء المحاضرات ورواية حكاياتهم وبطولاتهم عن التخطيط للثورة وقيادتها.. دون ان يدرك شعبنا الطيب انه اشتري التروماي وان هؤلاء الأفاكين باعوا له الهواء في «ازازة»!
بل ان بعضهم بدأ في كتابة مذكراته - فشر سعد زغلول - حتي أن واحداً من هؤلاء النصابين وضع كتاباً عن الثورة باعتباره بطلها- اشترته دار نشر أمريكية بمبلغ تجاوز الـ 20 مليون جنيه مصري رغم ان أستاذنا أديب نوبل نجيب محفوظ لم يتسلم في حياته كلها مبلغا يصل لواحد من عشرين من هذا المبلغ.. بل انه كاد ان يغمي عليه عندما تسلم شيكا بمليون جنيه من دار الشروق ثمناً لإعادة طبع كل أعماله!!
ولم يكتف هؤلاء النصابون بذلك بل أصبحوا الآن كتاب أعمدة في كبريات الصحف اليومية إلي جانب استيلائهم علي شاشات الفضائيات.
ونظراً لاننا في زمن البيع والشراء.. وبما أن الواحد من هؤلاء لديه استعداد لبيع كفن والديه من أجل المال.. سقط هؤلاء في فخ العمالة لدول كبري ارادت ان تضع ثورة مصر في أصغر جيوبها ولم تكن هناك وسيلة لذلك إلا شراء هؤلاء الثوار المزيفين فبدأوا في مهمتهم بكل همة ونشاط في تخريب الثورة وإشاعة الفوضي في مصر بل والاتجار في دماء الشهداء، والعمل علي إسالة دماء جديدة كل يوم في فترة وجود المجلس العسكري والذي كانوا يختلقون الأسباب والمناسبات للتحرش بالجيش أو الشرطة كل ذلك طمعاً في إزهاق أكبر عدد من الأرواح وإسالة أكبر كمية من الدماء وبالفعل نجح هؤلاء في مهمتهم، ودفعوا العديد من المغفلين إلي الاحتكاك بالأمن وبقوات الجيش بل أحد البلطجية منهم كان يتفاخر أمام الكاميرات والفضائيات بأنه كان يلقي المولوتوف علي مجلسي الشعب والشوري ورجال الأمن.
الخلاصة ان هؤلاء أفسدوا الثورة، كما تفسد الثعالب الصغيرة غيطان الكروم!!
ومع كم الأموال التي دخلت جيوبهم لم يكتفوا من نهر العمالة والخيانة لان المال الحرام كماء البحر