رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشيخ عطعوط .... فى محمد محمود !!!


أعلم إنى اسير فوق حقل الغام ... واعلم أنى ساكون هدفاً لسهام الجهل وتجار الدم و لكن هذه هى الضريبة الطبيعية التى  يدفعها الكاتب الذى يسير عكس التيار الذى يتصدى للثوابت المزيفة التى صارت حقائق بفعل كثرة ترديدها ، وعدم إعمال العقل و المنطق فى مناقشتها.

وحديثى اليوم عن موقعة محمد محمود التى صنعت منها قوى ثورية مزيفة يوماً للشهداء وقدس الاقداس ، بل جعلت من الشارع الذى شهد الحادثة مزاراً ومقاماً يتحلقون حوله ويدورون كالمجاذيب دون ان يناقشوا كيف حدثت الواقعة وكيف اكتسب قتلاها صفات الشهادة ومصابوها صفات الابطال نحن لا نتحدث عن القتلى ومصيرهم .. فالله اولى بحسابهم ... ولكننا نتحدث عن شلة من الثورجية اعتقدوا انهم يمتلكون صكوك الوطنية والشهادة يوزعونها كيفما شاءوا!!
فشارع محمد محمود لمن لا يعرفه هو الشارع الواصل من ميدان التحرير إلى وزارة الدخلية التى تقع فى شارع الشيخ ريحان .. المهم ان بعض القوى الثورية المراهقة الشهيرة وعلى رأسها الحركة المشبوهة التى تسمى بـ 6 إبريل ... دعت هذه الحركات - وكانت تدعوا بشكل شبه يومى - لخروج التظاهرات والمسيرات حتى تهاجم وزارة الدخلية ، وتقتحمها ، ونظراً لادراك السلطات بهذه الحقيقة فقد كانت تستعد استعداداً قوياً لمنع وصول البلطجية الذين يريدون اقتحام الوزارة والاستيلاء على ما بها من سلاح وذخيرة كما فعلوا فى 28 يناير مع كافة الأقسام و مديريات الآمن بالمحافظات .. و لهذا كانت تقوم بعمل كردون آمنى حول الوزارة لمنع وصول البلطجية الذين يتخفون فى زى الثوار ، مع علم هؤلاء بكل هذه الاستعدادات الآمنية المكثفة إلا ان الجهل والغباوة جعلتهم يتخيلون ان بإمكانهم اقتحام مبنى وزارة الدخلية ودك حصونه فكانوا يدعون لخروج مسيرات نحو الوزارة وكان شارع محمد محمود هو طريق الوصول للهدف المنشود !!
ومن هنا حدثت موقعة محمد محمود الأولى التى حولت الشارع المذكور إلى محرقة ومقبرة لكل من يريد الانتحار فيدخل إليه ليخرج منه إما قتيلاً او مصاباً بعاهةً مستديمة .
والسلطات من الشرطة الى الجيش معذورون لانها تدافع عن رمز ومبنى وزارة سيادية لو تم اقتحامها ، ووصلت مجموعة البلطجية لدخلها لاستولت على جميع ما بها من كميات هائلة من الأسلحة والذخيرة والقنابل ولأمكن لهم إحراق و تدمير حى سكنى كامل بالقاهرة ومن هنا كان الحفاظ على مبنى وزارة الدخلية هو مسألة حياة او موت بالنسبة للجيش او الشرطة .
وفى هذه الواقعة سقط من البلطجية العديد من الضحايا ما بين قتيل مصاب ، وقد تبرعت بعض القوى الثورية العميلة والتى كانت تمول من الخارج بإقامة مندبة وبكأية للشهداء الأبرار الذين ماتوا وقضوا نحبهم وهم يهاجمون وزارة الدخلية ويريدون اقتحامها وكأن هؤلاء ماتوا فى معركة تحرير القدس !!
ولم يكتفوا بذلك وإنما سعوا لإقامة نصب تذكارى تخليداً لأبطال الموقعة وإقامة سرادق عزاء سنوى تكريماً لهم فى 19 نوفمبر من كل عام !!
ويومها قلت على الهواء مباشرةً وفى عدة قنوات فضائية وأقسمت بالله العظيم لو ان ابنى قتل فى شارع محمد محمود لما ذهبت لاستلام جثمانه ، لانه لا

يشرفنى ان يكون ابنى بلطجياً.
و تذكرنى حكاية الاحتفال السنوى بمن اسموهم شهداء محمد محمود بمغامرة صحفية طريفة قام بها زميلنا عبدالعاطى حامد الصحفى بالأخبار عندما ذهب لإحدى القرى التى ينتشر فيها الجهل وتغمرها الأمية وحمل معه رأس حمار مذبوح وقام بالليل بدفن الرأس فى أرض زراعية وغرس فوقها جريدة نخل خضراء تمييزاً لها وفى الصباح ذهب إلى القرية وهو يرتدى ثياب المجاذيب ولحية طويلة وأخذ ينادى أهل القرية للخروج معه إلى قبر الشيخ عطعوط لأنه شيخ جليل وسره باتع وأخبره بأمره وطلب منه إقامة مقام له فى مكان دفنه فهلل أهل القرية وكبروا وذهبوا جميعاً يبحثون عن قبر الشيخ عطعوط حتى وصلوا إلى موقع الجريدة الخضراء وهنا تسابق فى دفع الأموال لإقامة مقام يليق بالشيخ عطعوط صاحب الكرامات وبدأ أهل القرية يتوافدون هم وجميع القرى المحيطة للتبرك بالشيخ عطعوط ونيل كراماته كل صاحب حاجة من العانس إلى العاقر إلى المريض الكل يتسابق فى الفوز ببركات الشيخ عطعوط ويتحاكون عن كراماته وأعماله الخارقة ، وتدفقت أموال النذور على زميلنا عبد العاطى حامد حتى شعر بانتهاء مهمته الصحفية فعاد لجريدته ونشر مغامرته الصحفية على الجميع ففوجئ أهل القرية بالقصة منشورة بالكامل على صفحات الأخبار فأسرعوا جميعاً إلى حيث موقع قبر ومقام الشيخ عطعوط فنبشوا القبر ليفاجئوا بأن القبر لا يضم إلى رأس حمار .
إذاً نحن المصريين اكثر شعوب الارض صناعة للمقدسات المزعومة والمقدسة .. لما لا ونحن أحفاد رجال كانوا يصنعون الهة العجوة ليعبدونها وما ان يقرص الجوع بطونهم حتى يلتهمون آلهتهم .
والآن الا تجدون ان هناك تشابهاً كبيراً بين حكاية الشيخ عطعوط وحكاية شهداء محمد محمود التي اخترعناها حتى صدقناها بل ان الدولة - بجلالة قدرها - اعترفت بهم كشهداء ومنحت ذويهم المعاشات والتكريم الادبي حتى وصل الامر لاطلاق اسمائهم على شوارع القاهرة دون ان تسأل نفسها عن سبب وفاة هؤلاء وهل كانوا يحملون قضية عادلة ماتوا دفاعاً عنها ام انهم بلطجية ماتوا وهم يريدون حرق الوطن على من فيه .