عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الوزير المحترم

\اعتدنا نحن كتاب المعارضة علي انتقاد الوزراء وفضح تجاوزاتهم وكشف انحرافاتهم اما مهمة مدح الوزير والتغزل بجماله وطلعته البهية فقد تركنا كل ذلك لزملاء آخرين مهمتهم تلميع الوزراء وذكر محاسنهم عمال على بطال رغم عدم وجودها ولكني اليوم أجد نفسي في الفريق الثاني.. فريق المداحين.. اما السبب فلأني قرأت عن وزير كنت شخصياً لا ارتاح له لأني لا احب «الحنجوريين» وللأسف كان هذا الرجل على رأسهم.

أما الآن فانني أشعر بأني مدين للرجل بالاعتذار عن مشاعري السلبية نحوه، وأيضاً مدين بذكر بعض ما وصلني عنه من أخبار ورغم اني لم أقابل الرجل - وجهاً لوجه - إلا مرة واحدة بنقابة الصحفيين، ورغم أني تجنبت مصافحته في اطار مشاعري التي ذكرتها تجاهه الا أن الحق يجبرني على الحديث عن الرجل.
الوزير الذي اعنيه ياسادة هو كمال أبو عيطة وزير القوى العاملة أما سبب كتابتي عنه فهو حوار صحفي في جريدة غير معروفة مع خالد «نجل» الوزير أبو عيطة!
أما ما أثار انتباهي واستغرابي الشديد هو ما قاله نجل الوزير وهو شاب جامعي بأنه يعمل في محل اسماك صغير ببولاق الدكرور افتتحه بعد أن عجز عن ايجاد أية فرصة عمل في الحكومة أو القطاع الخاص، خاصة أن النظام في عهد مبارك كان يكره أبو عيطة ويعتبره عدواً للنظام فاستهدفه، واستهدف اسرته بأكملها فطارد أولاده ولم يسمح لأحدهم بأي فرصة عمل ليأكل منها عيش.. وبعد ان قامت الثورة وبعد أن أصبح أبوه ملء السمع والبصر.. حتى اصبح الوزير كمال أبو عيطة.. أبعد الرجل اولاده عن مجال عمل وزارته، ورفض أن يبحث لنجله عن عمل في القطاع الخاص أو العام او الحكومة!! تجنباً للشبهات والقيل والقال!!
ونفس اللعنة التي حلت بخالد، الابن الأكبر للوزير، حلت هى الأخرى على الابن الثاني لأبو عيطة واسمه محمد.. فبعد حصوله على بكالوريوس التجارة «داخ» السبع دوخات من أجل الفوز بفرصة عمل في أي مكان بمصر ولكنه فشل والسبب معروف لعنة أبو عيطة!!
مما اضطر الأخ الأكبر، خاصة بعد تولي والدهم الوزارة، الى تأجير محل صغير مجاور لمحله ليبيع فيه ابن الوزير كبدة ومخ!!
بداية أي عمل شريف هو عمل محترم يستحق صاحبه الاحترام والتبجيل لكن أن يعمل

نجلا الوزير أبو عيطة في بيع السمك والكبدة بأنفسهم فهو شىء لم نعهده في مصر من قبل.. فقد إعتدنا أن أولاد الوزراء تتهافت على اقتنائهم الشركات الكبرى وتتسابق للفوز باحدهم حتى يفتح للشركة وصاحبها كل السكك «المقفولة» وحتى يكون جواز المرور والفوز بالعطاءات والمزادات والاراضي وكافة أشكال التهليب واستغلال النفوذ.
ومع أن ما فعله «أبو عيطة» من إبعاد أنجاله عن مجال عمله الوزاري حتى لا يمسكه أحد من نقطة ضعف هو شىء عادي في الدول المحترمة والراسخة في الديمقراطية إلا أن ذلك في بلادنا يظل شذوذاً وشيئاً نادر الحدوث يستحق عليه صاحبه الشكر والاشادة.. اما جيران الوزير في بولاق فذكروا أنه يسكن في شارع غير مرصوف وهو سكن متواضع لا يمكن لأحد أبداً أن يتخيل أنه سكن وزير!!
بل ان الرجل عندما احتاج لاجراء عملية «فتاق» ذهب لطبيب في عيادة شعبية مجاورة لسكنه وهو يرتدي الجلباب ويحمل شنطة هدومه ودفع من حر ماله تكاليف العملية.. تذكرت الوزير غالي وهو ملياردير معروف عندما اجرى عملية جراحية في عينه كلفت الدولة الملايين بل ان وزراء العهد الغابر.. كانوا يعالجون زوجاتهم وأولادهم على نفقة الدولة والوزارة التي يعملون بها ناهيك عن أسطول السيارات التي تخدم الهانم والأولاد.. أما ابو عيطة فقد رفض الموكب الوزاري وأصر على سيارة حرس واحدة بها ضابط واحد!!
تعظيم سلام لهذا الوزير - الذي لا أعرفه - وندعو ان يكثر الله من أمثال أبو عيطة الوزير الفقير.. المحترم.