رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أجمل «خناقة» في التاريخ

هل رأيتم أحداً في الدنيا يفرح ويسعد قلبه لسماعه نبأ «خناقة»؟! لا أظن ذلك أبداً.. ولكني شخصياً سعدت وفرحت ورقصت طرباً لحدوث «خناقة» داخل دار الأوبرا المصرية!!
فما هى قصة هذه الخناقة وما هو سببها، وما الذي أسعدني فيها تعالوا نقرأ الخبر لتسعدوا انتم أيضاً بهذه الخناقة..

في نهاية كل شهر.. تعقد دار الأوبرا حفلة موسيقية شهرية للموسيقار المبدع عمر خيرت، ليقدم فيها خيرة ابداعاته، ويتمتع فيها جمهوره وعشاقه والاسبوع الماضي أعلنت الأوبرا عن موعد الحفل، وبمجرد طرح التذاكر نفدت تذاكر الحفل عن آخرها في يوم واحد، وأمام الهجوم الكاسح على حجز التذاكر وخوفاً من اقتحام الجمهور لمسرح الحفل، اقترحت دار الأوبرا على الموسيقار الكبير عمل حفلة ثانية في اليوم التالي مباشرة، فوافق الرجل مشكوراً حتى لا يحرم عشاقه من فنه وابداعه.
وبمجرد طرح تذاكر الحفل الجديد نفدت هى الأخرى عن آخرها، فما كان من ادارة الأوبرا الا أن أجرت اتصالاتها بالموسيقار عمر خيرت من أجل الموافقة على حفل ثالث في اليوم الثالث مباشرة، الا أن ارتباطات الرجل حالت دون تلبية ذلك لارتباطه بحفلات اخرى في بلاد العالم المتسع.
وهنا حدث ما لم يكن في حسبان القائمين على الأمر في دار الأوبرا فقد تجمع أكثر من ألفي شخصي من عشاق فن خيرت وحاولوا اقتحام قاعة الحفل عنوة، ولم يوافقوا على فكرة مشاهدة الحفل من خلال شاشات عرض.. وهنا تصدى لهم رجال الأمن العاملون بالأوبرا فحدثت اشتباكات ومناوشات تطلبت استدعاء اجهزة الأمن حيث فصلت بين الطرفين ومنعت وقوع اصابات وأقنعت جمهور الحفل المتجمع بالانصراف على وعد بحفل جديد في أقرب وقت تسمح فيه ظروف الفنان الكبير!!
والآن أكاد اسمعك تسألني وما الذي اسعدك في هذه الخناقة يا فيلسوف؟ فأجيبك حالاً بسبب سعادتي وفرحتي بأجمل خناقة سمعت عنها!! طوال الأعوام القليلة الماضية - وكالعادة في زمن الانتكاسات والفشل العام - تروج فيها سينما العشوائيات وكافة أشكال الفن الهابط التي تخاطب الغرائز أكثر ما تخاطب العقول.. وهى اللحظة المناسبة التي يستغلها تجار الفن فيدخلون بثقلهم لطرح «نفاياتهم» غير الفنية التي تعود عليهم بالملايين الحرام والتي لا تختلف في أي شىء عن المتاجرة في الحرام بكل اشكالها من مخدرات ودعارة.. وللأسف يبررون جرائمهم

بكلمة هابطة تقول «الجمهور عايز كده»!!
وهذا ما حدث بالضبط في العامين الماضيين فقد شعر الشعب بهزيمة نفسية واحباط بعد فشل الثورة في تحقيق أهدافها من «عيش، حرية، عدالة اجتماعية» فسادت حالة من الاحباط العام.. وهنا شعر تجار الفن بالفرصة الذهبية لترويج بضاعتهم، فنزلوا بثقلهم وكان اولهم واشهرهم تاجر لحوم شهير.. شعر بأن تجارة البتلو والكندوز لا تلبي طموحاته في الثراء السريع، فلجأ للاتجار في اللحم البشري الأبيض فكل فيلم لديه عبارة عن بلطجي وراقصة ومجموعة من المهمشين من البشر لا يهتم بوجود قصة أو حوار جيد أو أي شىء من عناصر الفن والإبداع!! وكل فيلم يخرج من تحت يديه يملأ خزائنه بملايين الجنيهات، ومن هنا راجت بضاعته وأصبح الأطفال يرددون ايفيهاته الساقطة المبتذلة التي يعف قلمي عن ذكرها، بل أصبحت الخناقات تدور أيام الأعياد أما دور السينما من أجل الفوز بتذكرة سينما لا تقل في خطورتها عن تذكرة الهيروين إذن فما حدث في دار الأوبرا والخناقة التي شهدتها أسعدتني وادخلت السرور الى قلبي لأنها اعادت لي الثقة في ذوق الجمهور المصري كما أنها نفت الكذبة الكبرى التي يرددها «قوادو» السينما الجدد بأن الجمهور عايز كده!!
لا يا سادة انتم من أجرمتهم في حق المواطن المصري.. أنتم من هبطتم بذوق شبابنا.. ويعلم الله أن تجارتكم لا تقل في قذارتها وخطورتها عن تجارة المخدرات والدعارة.. الآن هل عرفتم سبب سعادتي بخناقة الأوبرا؟ ألستم معي أنها أجمل خناقة في التاريخ؟!