أكتوبر.. والأعداء الجدد
كل سنة وأنتم طيبون غداً عيد النصر.. الذى عادت فيه الكرامة قبل أن تعود الأرض.. عادت فيه الروح للشعب والجيش والقيادة، والآن وبعد مرور 40 عاماً على هذا اليوم العظيم هل هناك دروس يمكن أن نتعلمها منه؟!
الإجابة بالطبع نعم.. فلازال هذا اليوم يمدنا بأشعة الأمل والطموح المشروع، فبعد هزيمة نكراء تسببت فيها قيادة غير واعية فضلت أهل الثقة على أهل الكفاءة والخبرة والعلم، حتى كان عبدالحكيم عامر يقول مقولته الشهيرة طول ما ناصر فى الرئاسة.. عامر سيظل القائد العام للقوات المسلحة!! وكأن قيادة مصر تحولت إلى «عزبة» أو غنيمة يتقاسمها الأصدقاء، وعندما حانت لحظة الحسم سأله ناصر عن استعداد الجيش فرد «عامر» على الفور «برقبتى» ياريس وبالفعل طارت رقبة الرجل بعد أن أصاب جيش بلاده بهزيمة نكراء.
فهل استسلم الجيش للهزيمة؟!
لا وألف لا.. فما أن أفاق الأسد الجريح من الضربة حتى بدأ الاستعداد لاستعادة عرشه وقوته، وبدأ فى حرب الاستنزاف والتى حقق فيها الجيش نتائج أذهلت الأصدقاء قبل الأعداء ونجحت المخابرات المصرية فى إغراق المدمرة إيلات وتحطيم الرصيف البحرى بإيلات وبدأت ملحمة كبرى فى حماية سماء مصر ومنشآتها بإقامة حائط الصواريخ الذى استطعنا من خلاله نصب المصائد للطائرات الإسرائيلية المغيرة التى كانت تستهدف العمق المصرى والمدنيين المصريين.. باختصار نظر المصريون إلى المعركة القادمة على أنها معركة حياة أو موت وأخذت مصر بكل أسباب النجاح وبالاعتماد على التدريب الجاد وأحدث الوسائل العلمية بما فيها اتجاه الرياح وسرعتها يوم 6 أكتوبر ويوم الحسم وموعده فى إسرائيل كعيد الغفران، باختصار لجأنا لكل أسباب النجاح ولم نعتمد على أهل الثقة وجنرالات المقاهى، فكان النصر العظيم الذى أعاد الأرض والعرض والشرف لكل مواطن عربى ومصرى بل
ومن هنا فإن استمرار التوحد بين الشعب وجيشه وشرطته بات ضرورة حياة للتغلب على هذه العصابة التى باعت دينها وشرفها للشيطان، واستحلت دماء الأبرياء، بل وهللوا بخبر قدوم بارجتين أمريكيتين لغزو مصر وهى خيانة عظمى منهم فلا سبيل لنا إذن إلا القضاء عليهم تماماً حتى نتخلص من خيانتهم لله والوطن وحتى نعيش فى بلادنا بأمان واطمئنان غابا عنا طويلاً طويلاً.
كل عام وأنتم بخير وكل القوات المسلحة من الجندى وحتى الفريق نقول لهم كل سنة وأنتم طيبون وبالفعل تسلم الأيادى يا فخر مصر وثروتها وعزتها.