رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

»السني«.. قاتل أم بطل؟!

محمد السني أمين شرطة قسم الزاوية الحمراء الذي أحيلت أوراقه إلي المفتي منذ أيام بتهمة قتل 18 متظاهراً أمام قسم الشرطة - موقع عمله - أثناء ثورة يناير.. هل هو بطل دافع عن مكان عمله وعن نفسه وتصدي لهجوم البلطجية علي القسم.. أم بلطجي قتل 18 متظاهراً بلا ذنب وجريرة. وبعيداً عن الحكم القضائي الذي صدر ضد المتهم.. والذي لا يحق لنا مناقشته أو التعليق عليه.. ولكننا وخلال الأيام القليلة الماضية سمعنا الكثير عن أمين الشرطة.. سواء من أهله الذين يتظاهرون كل يوم مطالبين بإعادة محاكمته.. أو من زملائه في القسم.. كلها روايات تستوجب إعادة المحاكمة في رأيي فأولاً »موقع« الجريمة وهو أمام وداخل قسم شرطة الزاوية الحمراء.. فهذا هو مكان عمل »السني« أما المتظاهرون فمن دعاهم للذهاب للقسم ومحاولة اقتحامه.. فليس من المنطقي أن الرجل جلس في شرفة القسم.. إن كان للقسم المذكور شرفة.. من أجل أن يصطاد يماما ولكنه وفي اللحظة الأخيرة قرر أن يمارس هوايته في البشر فوجه سلاحه للمواطنين العزل الذين شاء حظهم التعس أن يمروا أمام القسم في اللحظة ذاتها.. فحصدتهم رصاصات السني.. أظن أن هذا التصور.. بعيد إلي حد كبير عن العقل والإدراك.. فلو كان موقع القتل في ميدان التحرير أو أمام وزارة الداخلية في لاظوغلي لقلنا إن السني كان من قناصة العادلي ويستحق الشنق ألف مرة.. وليس مرة واحدة.

أما أن يكون موقع الجريمة داخل وأمام قسم شرطة الزاوية الحمراء فإن هذا يرجح روايات زملاء السني الذين أكدوا أنهم جميعاً.. تركوا القسم وهربوا بجلدهم من أكبر قيادة إلي أصغر قيادة ما عدا السني الذي ظل في مكانه.. وتصدي للمهاجمين حتي يمنعهم من دخول القسم واقتحامه وسرقة وسلب ونهب محتوياته.. ولو صح هذا الاعتقاد فإن الرجل يستحق وسام الشجاعة وليس مقصلة عشماوي!!

وإلا أرجوكم أجيبوني.. لماذا اتجه المتظاهرون إلي القسم ولم يتجهوا مثلاً إلي التحرير أو غيره من ميادين مصر التي كانت قبلة للمتظاهرين.. لماذا التهور الأعمي والاتجاه شطر القسم؟! قد يقول قائل إن معظم الضحايا والشهداء ليسوا مسجلين خطر.. وبالتالي يدللون علي براءتهم ونبل هدفهم.. وهنا أقول انظروا إلي الفيديوهات المنتشرة علي اليوتيوب ستجدون معظم الوجوه التي اقتحمت الأقسام ونهبت محتوياته من سلاح وإحراز قضايا بل وحتي الأثاث ليسوا مسجلين خطر ولكنها وجوه مجرمة تنطق بالشر والإجرام.. ولو طالت إيديهم ضابطا أو أمين شرطة أو حتي عسكريا لمزقوه إرباً.. فلو

دافع أحد هؤلاء عن نفسه وعن موقع عمله.. وأصاب من أصاب، وقتل من هؤلاء البلطجية من قتل.. فهل نعتبره في هذه اللحظة بطلا يستحق وساما أو قاتلا يستحق الإعدام؟! أقول قولي هذا وأمام نظري تصريحات رسمية أكدت أن عدداً من الشهداء.. كانوا مسجلين خطر.. أي شهداء »فالصو« ماتوا وهم يهاجمون أقسام الشرطة والنيابات والمباني العامة والآن كل ما نطالب به إيضاح الحقيقة وإعادة محاكمة محمد السني لندرك ونوضح كل لبس في الموضوع ولنجيب عن التساؤل الذي بات ملحاً: هل نعتبر السني بطلا دافع عن نفسه وعن مكان عمله بكل شرف واستبسال أما قاتلا أزهق ارواحاً بريئة بغير ذنب، فكلها أرواح متساوية سواء روح السني أو روح الشهداء.. وأخيراً هل يمكن أن نساوي بين هذا الأمين وبين »قناصة« العادلي الذين قتلوا الشهداء بدم بارد من فوق أسطح وزارة الداخلية أو العمارات المحيطة بميدان التحرير.. كل ما نرجوه محاكمة عادلة.. لأنها أول حقوق المواطن سواء كان بريئاً أو سفاحاً حتي لا نظلم أحداً.. خاصة أن الشحن الجماهيري والضغط الإعلامي بات يهدد حياد المحاكم فالقاضي الآن يجلس علي منصته ويصدر أحكامه وسط هدير الجماهير التي تصم الآذان.. وكلها في اتجاه واحد تطالب برأس الشخص المحاكم.. ونحن لا نشكك أبداً في نزاهة قضائنا.. ولكن القاضي في النهاية بشر وليس ملاكا فينبغي إجراء المحاكمات في جو صحي يساعد القاضي في إصدار أحكامه بعيداً عن الشحن الرهيب للرأي العام.. ضماناً لمحاكمة عادلة للجميع.. كل ما نرجوه إعادة محاكمة أمين الشرطة محمد السني من جديد فإذا كان بطلاً فكرموه.. وإذا كان قاتلاً.. فأعدموه.