عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مرسى.. مرشداً للإخوان

إذا كان الإخوان يعتبرون مرسي نابغة عصره وأوانه، لماذا لا يختارونه مرشداً لهم، والله أتحسر وينفطر قلبي حزناً وكمداً علي عدد من أهل بلدي باعوا رؤوسهم للشيطان في رابعة العدوية ونهضة مصر، تجدهم يتحلقون حول المنصة التي تبثهم السموم، وتبيع لهم الأوهام البعيدة عن العقل والمنطق والدين تجد الواحد منهم شاخصاً بصره، وفاغراً فاه وكأن علي رأسه الطير، لا يناقش، لا يجادل، كلام المتحدث علي المنصة عنده «قرآن» لا يأتيه الباطل من أمامه أو خلفه، ورغم غرابة الأحاديث وشذوذ الحكايات إلا أن صاحبنا يقف كالصنم لا يفعل شيئاً إلا الالتزام بالأمر المباشر كل لحظة تكبير.. تكبير.. تكبير!!

حكايات كلها تعتمد علي الأحلام والرؤي.. لا علي الوقائع والقراءة الصحيحة للأحداث ومجريات الأمور فكل واحد يخرج علي الأصنام المرصوصة أمامه بأنه شاف «إمبارح» حلم كذا أو رأي رؤية كيت.. وهنا يصيح أحد المجاذيب في الأصنام المتراصة تكبير.. تكبير.. فتنطلق الشفاه بصرخات التكبير هي أشبه بالصرخات الهيستيرية لمرضي مستشفي المجانين المجاورة.. بل إنني سمعت أنهم بالفعل اقتحموا يوم الجمعة الماضي بوابات وأسوار مستشفي المجانين.. فسعدت وقلت لنفسي ربما شعر هؤلاء بمأساة مرضهم النفسي والعقلي فتدافعوا لدخول المستشفي طمعاً في تلقي العلاج الناجع لحالاتهم، وسبب سعادتي أن أولي خطوات المريض النفسي أن يشعر وأن يعترف بأنه مريض، وإلا لرفض الذهاب للطبيب أو حتي تناول الدواء لأنه لا يعرف بمرضه!
لكن ما أحزنني حقاً هو ما أكده لي صديق عزيز بالوفد بأن له جاراً في السكن، هو أستاذ جامعي مرموق، يترك عيادته ومرضاه كل يوم ليذهب إلي رابعة العدوية، ليحمل لافتة ورقية مكتوباً عليها عبارة «مرسي رئيسي».
وسبب حزني أن يكون هذا مصير أستاذ جامعي محترم ينتهي به الحال لهذا الوضع المزري الذي ضاع فيه العقل وغابت فيه الحكمة، كنت أتخيل أن كل المتواجدين في رابعة ونهضة مصر هم من أهالينا القرويين البسطاء الذين دأب

الإخوان علي استغلالهم واللعب برؤوسهم بالحديث عن الحرب العلمانية علي الإسلام والشريعة والأمل في المشروع الإسلامي الذي يحمله مرسي ومرشده، كنت أتخيل أن كل من في الميدان من هؤلاء البؤساء، وكنت أشعر بالأسي والحسرة علي حالهم، فالجهل والأمية والفقر هم البيئة المناسبة للزرع الإخواني المسموم، بدليل أن أكثر المحافظات فقراً في مصر هي التي جاءت بمرسي رئيساً وأعطت جواز المرور لدستورهم الظلامي واسألوا أهالينا في الصعيد والفيوم تحديداً!
أما حزني الأكبر هو علي وجود بعض الأشخاص من ذوي الحيثية والمرموقين اجتماعياً بين هؤلاء التعساء، فهذا الأستاذ الجامعي، الذي سلم عقله وقلبه لأمثال صفوت حجازي ومحمد البلتاجي وباقي أمراء الإرهاب، كيف نعيب علي تلاميذه إن سلكوا نفس المسلك؟
يا سادة لابد أن نعلم بأن شهادة نجاح الإخوان في أي انتخابات هي ذاتها تحمل علي الوجه الآخر شهادة رسوب للشعب الذي اختارهم.. أعني من قال لهم نعم واختار مرشحهم، لأن هؤلاء ضحايا للجهل والأمية، وللأسف لقد أكد لي موقف الأستاذ الجامعي إياه صاحب لافتة «مرسي رئيسي» أن الجهل والأمية يمكن أن تصيب أيضاً حامل الدكتوراه.. بالله عليكم يا سادة تموتون وتقتلون إخوانكم من أجل رئيس فاشل.. ألا تستيقظ ضمائركم وتتفتح عقولكم؟.. لقد تعرضتم لأسوأ عملية غسيل مخ في التاريخ.