رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الرئيس العارى

أتعجب من إلحاح العديد من أفراد الشعب المصري علي القوات المسلحة للنزول وقيادة الثورة علي مرسي، الذي وصل لحد الاعتصام أمام مبني وزارة الدافع مطالبين الجيش بسرعة النزول لتخليصهم من حكم مرسي والإخوان.. بل ويذكرني هذا بأغنية شهيرة لمحمد عبدالمطلب تقول «هاتولي حبيبي»!

يعني.. يعني الشعب يريد أن يصدر الجيش والشرطة أيضاً للثورة علي مرسي وهو جالس يتفرج من شرفة منزله!
يا سادة ليس من مهمة الجيوش قيادة الثورات وإلا كان ذلك انقلاباً عسكرياً، لكن الجيش والشرطة أيضاً يمكن أن ينحازا للشعب والإرادة الشعبية فلا يكونان أداة في يد الحاكم لوأد الثورة وتأديب الشعب، هذا هو دور الأجهزة الرسمية.. أما الثورات وخلع الحكام الطغاة فهي مهمة الشعوب في مختلف البلاد وفي طليعتهم الشباب بالطبع.
لماذا أقول هذه المقدمة الطويلة الآن قبل يوم واحد من يوم الحسم 30 يونية. أقوله حتي أذكر الشعب بأن نجاح الثورة علي مرسي وخلعه من القصر هو وباقي أفراد عصابته لن يكون إلا بأيدي الشعب.. ووحدة المعارضة، وأن نكون جميعاً علي قلب رجل واحد، لأن الهم واحد والأمل واحد، فقد طفح الكيل بالشعب المصري وأدرك أن هؤلاء الشياطين الذين يتخفون في زي الحملان ما هم إلا إرهابيون متعطشون لدمائهم الذكية جاهلون، عديمو الموهبة، لا يعرفون شيئاً اسمه علم الإدارة.. أداروا البلاد إلي التهلكة وحولوا مصر العملاقة إلي دولة تابعة لأصغر إمارات العالم وأحقرها، لذلك استحقوا اللعنات التي تنطلق من أفواه الشعب.
ولعل البشارات التي انطلقت مؤخراً يمكن أن تطمئن الشعب إلي نجاح ثورته وأولاها بالطبع رسالة «السيسي» التي دخلت إلي قلوب المصريين قبل عقولهم، ومنحتهم هدوءاً وسكينة واطمئناناً بانحياز الجيش للشعب، وعدم سماحه بحمامات الدم التي وعدنا بها أمراء الإرهاب من أعوان مرسي.. كما أن موقف وزير الداخلية الذي أعلن عن حماية المتظاهرين، وعدم السماح لأحد بالاقتراب منهم أو ترويعهم، وهو موقف محمود اتخذه الوزير استجابة لضغوط شديدة مارسها ضباط الشرطة وأفرادها علي الوزير حتي ينحاز للشعب، إذن مرسي أصبح الآن «عارياً» بلا جيش أو شرطة.. فلا الجيش معه ولا الشرطة

تسانده، قد يقول لي قائل ولكنه يمتلك جماعة وميليشياتها!
فأقول لكم اطمئنوا فعدد الإخوان في كل مصر لا يصل لـ «مليون» شخص علي أقصي تقدير، ولو وجد هؤلاء جحافل البشر تملأ الشوارع سيفرون كالجرذان!
إذن مطلوب من الشعب المصري ألا يعتمد إلا علي نفسه ولا يطلب من الجيش والشرطة أن يحاربا بالنيابة عنه ويقول لهما حاربا أنتما وربكما وإنا لمنتظرون، كما قال بنو إسرائيل من قبل أو أن يجلسوا في شرفات منازلهم انتظاراً لثورة تأتيهم إلي منازلهم، «تيك أواي» علي طريقة عبدالمطلب «هاتولي حبيبي»، فأكبر خدمة يمكن أن يقدمها لنا الجيش والشرطة هو أن يتركونا ننفرد بمرسي وجماعته مع قيامهما بحماية ظهرنا من غدر الإخوان وأتباعهم من شلة الشيطان.. هذا هو أقصي ما نتمناه من هذين الجهازين الوطنيين.
أما ما نطالب به الشعب فهو الصمود والصبر علي الاعتصام حتي نزيح هذا الطاغية الفاشل وأن يعلم الجميع بأن لقاء الأحد هو لقاء ثأري في المقام الأول من كل الفاشلين وتجار الدين وهي مباراة كؤوس.. أي لقاء الفرصة الأخيرة.. المنهزم لابد أن يخرج من السباق فوراً.. لكن علي الجميع التزام السلمية لأن العنف سيولد العنف.. والدم المصري غال أياً كان انتماء صاحبه وحرمة سفك الدم أعظم عند الله من هدم الكعبة.. حفظ الله مصر من كل شر وادعو الله اللهم يبلغنا رمضان بدون هذه العصابة الآثمة.