رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الحرب الأهلية على الأبواب


أشعر بوجع فى قلبى على مصر.. وحالها وما آلت إليه الأمور فيها، وما يمكن أن تؤول إليه الأمور فى يوم 30 يونيو.

فالعنف يطل برأسه من كل جانب، والأمور لا تبشر بخير فى ظل حالة الحشد المتبادل من معارضى الإخوان ومن أنصارها، ولعل أحداث البحيرة، والتى خلفت أكثر من 15 مصاباً بعد بروفة لما يمكن أن يحدث إذا ما تلاقى الجمعان فى ذلك اليوم المشهود.. فالحرب الأهلية باتت تدق أبواب مصر ورائحة الدم المصرى تكاد تقترب من أفقى.. فما تلاقى المعارضون والأنصار فى يوم من الأيام إلا وكان الدم حاضراً وبقوة واسألوا أحداث الاتحادية، والمقطم وغيرها من وقائع الدم والنار إذن ما هو الحل؟!
هل ينصرف المعارضون لمرسى عن مرادهم، ويستكينون ويعودون إلى ديارهم، ليعلنوا فشل حملة تمرد والتى نجحت فيما فشلت فيه المعارضة بأكملها، فقد استطاع مجموعة من الصبية الذين لا تتجاوز أعمارهم الستة عشر عاماً فى أن يصلوا لكل المصريين فى المقاهى والمصانع فى الشوارع، فى وسائل المواصلات، بل استطاعوا أن يضخوا الدماء الجديدة فى العروق اليابسة وعاد الأمل ينمو فى النفوس.. كل ذلك بفعل هؤلاء الأبطال الصغار حتى نجحوا فى الحصول على الملايين من التوقيعات والتأييدات التى هزت عرش الدكيتاتور فى مصر، وأطارت النوم من عينيه ومن أعين جماعته خوفاً ورعباً من ثورة شعبية جارفة تقضى على الأخضر واليابس وتقتلعهم من عروشهم، وتلقى بهم فى غياهب السجون التى جاءوا منها ليحكمونا بطريقة أرباب السوابق والمسجلين خطر.. فهل بعد كل ذلك نقول لهؤلاء الشباب انسوا.. وعودوا إلى دياركم.. بالطبع لا.. وألف لا.. إذن ما هو المطلوب؟!
المطلوب تحاشى إسالة الدم المصرى أياً كان مصدره سواء كان من الإخوان أو من شباب تمرد.. فالدم كله دم مصرى وغال وهو خط أحمر لا ينبغى تجاوزه أبداً.
فالمطلوب تحاشى تلاقى المتظاهرين المتصارعين.. فالإخوان ينبغى أن يحددوا أماكنهم، ولا يتجاوزونها.. وكذلك شباب الثوار عليهم أن يختاروا الأماكن البعيدة عن الصدام، وأن يحرصوا على سلمية مظاهراتهم، لأن اللجوء للعنف سيجعلهم يخسرون

قضيتهم ويعطى المبرر للسلطة فى قمعهم وسفك دمائهم.
المشكلة الكبرى الآن باتت حول قصر الاتحادية فالإخوان وأتباعهم يريدون احتلال محيط القصر من يوم 25 يونيو ولقطع الطريق على شباب الحركة فى محاصرة القصر ومحاولة اقتحامه أى قبل موعد دعوة تمرد بخمسة أيام كاملة، وهو ما فطن له شباب تمرد ودعوا هم الآخرون لضرورة الذهاب لمحيط القصر قبل أنصار مرسى وجماعته لإفشال مخططهم فى حماية الشرعية المفقودة للرئيس.
إذن الخطر الأكبر يأتى من الاتحادية، خاصة فى ظل التسابق على الوجود فى هذا الموقع الاستراتيجى للطرفين، والخوف كل الخوف من أن تنطلق الحرب الأهلية من هذا المكان، خاصة فى ظل حالة الرعب التى يعيشها ساكنو القصر، وجماعته من أن تتحول غضبة الشباب الثائر إلى ثورة جامحة، كما حدث مع مبارك الذى لم يقدر خطورة دعوة الشباب الثائر وتجمعهم وتخيل أنها مجرد أفعال صبيانية من السهل لوزير داخليته وأدها ووضعهم فى السجن، فحدث ما حدث وقام هذا الشباب بقيادة ثورة وضعته هو وجميع رموز نظامه فى غياهب الجب، إذن سوء تقدير الحاكم عامل أساسى فى نجاح الثورات فى الإطاحة بعروشهم يا سادة.. اخرجوا كما تريدون.. تظاهروا كما تشاءون لكن احرصوا على الدم المصرى قبل أى شىء آخر.. هذه هى كلمتى الأخيرة لكم وقى الله مصر شر الفتن.. وحفظ أهلها من كل سوء.