عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الاصطفاف الوطنى.. وبودرة العفريت

موقفي من الإخوان واضح.. لا يحتمل أي لبس أو تأويل.. فأنا أعتبرهم ابتلاء من رب العزة لمصر وشعبها.. لكن كل ذلك لا يعني علي الإطلاق ألا نضع أيدينا في أيديهم إزاء كارثة السدود التي باتت تهدد بتعطيش وتجويع شعب مصر بأكمله.. لأن ترك أمور البلاد والعباد في أيديهم - لوحدهم - مع ما هو معروف عنهم من جهل وانعدام خبرة نوع من الجنون.. كمن يترك ابنه يعبث بأعواد الثقاب ويقول دعه يجرب!

فلا وقت للتجريب.. لا وقت للهواة.. لا وقت لجنرالات المصاطب.. مطلوب من كل مصري ومصرية.. لديه العلم والخبرة أن يتقدم ويمد أيديه إلي حكام البلاد حتي نبحث عن مخرج للأزمة أو قل «الوحلة» التي أوقعنا فيها مرسي ورجاله.. أقول هذا الكلام وأمامي خبر خطير عن سدود جديدة في أوغندا وتنزانيا تهدد هي الأخري حصة مصر من المياه جنباً إلي جنب مع كارثة السدود الإثيوبية، فالأمر جد خطير.. لا تجدي فيه المكايدة السياسية ولا الردح الإعلامي لكل ذلك أدعو جبهة الإنقاذ ألا يكون موقفها من مرسي وجماعته عائقاً أمام الوقوف في وجه هذا العدوان الغاشم علي حاضر مصر ومستقبلها، لابد أن نرسل رسالة إلي كل العالم خاصة الأطراف الأفريقية «المعتدية» التي استغلت حالة الانقسام والتشرذم الذي تعاني منه مصر، في محاولة افتراسها والقضاء عليها.. فقضية المياه هي قضية أمن قومي بامتياز.. وعلي هذا فإنني أناشد وطنية جبهة الإنقاذ وكافة القوي الثورية أن تكف - ولو مؤقتاً - عن خلافاتها وتناحرها أمام هذا الخطر الذي يهدد حياتنا.. لأن ترك الإخوان بمفردهم في صدارة المشهد يعطي انطباعاً سيئاً عن مصر وقوتها ومكانتها، لأن هؤلاء جاءوا من الكهوف ليحكمونا بمنطق القبيلة والعشيرة، وهو منطق متخلف عفا عليه الزمن وأكل عليه الدهر وشرب!
أعلم أن هذا الانقسام والتشرذم الحادث في الساحة السياسية في مصر هو محصلة طبيعية لسياسة التهميش والإقصاء التي انتهجها مرسي وجماعته منذ أن شاءت إرادة الله أن تبتلينا بأمثالهم، ولعل الإعلان

الدستوري الكارثي الذي أصدره مرسي في نوفمبر الماضي الذي شبهته أنا بـ «بودرة العفريت» التي كنا نراها في الأفلام القديمة، التي كانت تؤدي إلي حالة من الهرج والمرج، وتبادل الضرب والهرش بمجرد أن توضع في ملابس المعازيم فيتحول الفرح فيها إلي «مسخرة» وكارثة.
بل لا أبالغ إذا ما قلت إن هذا الإعلان كان أشبه بقنبلة انشطارية انفجرت في كل جانب من الحياة السياسية المصرية، هذا إلي جانب التحرش البشع الذي مارسه مرسي وإخوانه بكافة مؤسسات الدولة من قضاء وجيش وشرطة وجعل كل مؤسسة تتنمر للأخري وتسعي للقضاء عليها.
أعلم أن كل ذلك أدي إلي حالة الانقسام والتشرذم التي نعيشها الآن وإن مرسي وإخوانه من شياطين الإنس كانوا - لوحدهم - السبب فيها.. لكن كل ذلك لا يعني أن نترك إدارة البلاد في ظل هذه المرحلة الخطيرة التي تمر بها مصر في أيدي مجموعة من الهواة والمغامرين لأن الخطر جسيم وسيقضي علي الأخضر واليابس في البلاد.. بل قد يؤدي لمجاعة كالتي مرت بها مصر في سالف الزمان التي أدت إلي أن يأكل الجائعون الجسد البشري بعد أن نضبت لحوم القطط والكلاب.
يا سادة باسم الوطنية أناشدكم لا تبتعدوا عن المشهد ولا تتركوا مصير مصر في أيدي الإخوان حتي لا تطمع فينا كلاب السكك كما هو حادث الآن.