رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مرسي .. والخيانة العظمي

طوال الأسبوعين الماضيين وأنا أتابع كل كلمة تقال أو تكتب عن الكارثة الإخوانية الجديدة المسماة بـ«إقليم قناة السويس»، وكلما تدفقت المعلومات ازداد ألمي وحزني علي حال مصر في ظل قوي الشر والجهل التي تقودها الآن، فهذا المشروع الذي يقسم مصر وينتزع منها أعز ما تملك وهو سيادتها علي أرضها، هو كارثة بكل المقاييس وهو جريمة لا أبالغ إذا ما قلت إنها تصل لحد الخيانة العظمي لمصر!!

فعلي الرغم من مطالبتنا الدائمة بضرورة تنمية قناة السويس وضرورة تطويرها، حتي لا نصبح مجرد «كمساري» كل همه تحصيل التذاكر من السفن العابرة.. كل ذلك وأكثر طالبنا به وبُح صوتنا ونحن نقول إن تنمية القناة وتطوير أدائها يمكن أن يرفع إيرادات مصر عشرات الأضعاف بدلا من الخمسة مليارات دولار اليتيمة التي نحصلها الآن في أحسن الظروف!!
لكننا أبدا لم نطالب بإعلان إقليم القناة دولة مستقلة عن مصر.. لها وحدها سلطات دولة بكل معني الكلمة بقانون مجنون يجعل من الأربعة عشر عضوا ورئيسها هم الحكام الفعليين للإقليم والذين لهم الحق في إنشاء المدارس والوزارات ونزع الملكيات وبيع أو تأجير ما تراه، بل ووصل بهم الأمر لحد إعطاء هذه الهيئة المعينة - بقرار رئاسي منفرد - حق نزع الملكية العامة والخاصة التي تراها من مصلحة المشروع، بل إن كل المشروعات فيه لا تخضع لرقابة أي قوانين مصرية أو حتي رقابة أي جهاز مصري كالمركزي للمحاسبات أو مجلسي الشعب والشوري.. إذن لم يتبق إلا أن نسمح للهيئة المشرفة علي مشروع القناة بإنشاء جيش خاص بدولتهم وشرطة خاصة بهم ولا مانع من قضاء مستقل!!
ورغم أن الجيش قد حدد حدود هذه الدولة الجديدة بألا تقترب من مجري القناة بنطاق  جغرافي يصل لخمسة كيلو مترات إلا أن ذلك في رأيي

ليس كافيا علي الإطلاق لأن إقامة هذا المشروع بقانونه الكارثي هو بمثابة عزل كامل لسيناء ولا أستبعد أبدا أن يمنح مرسي وجماعته لهذه الهيئة حق الموافقة أو الرفض لتحليق الطيران المدني والحربي إلا بموافقة مكتوبة منها.. يعني.. يعني لو قامت حرب بيننا وبين عدونا التقليدي إسرائيل فلا يمكن في هذه الحالة أن تطير طائراتنا فوق أجواء «دولة» إقليم القناة إلا بموافقة إمارة قطر الشقيقة، وهي صاحبة المشروع والبطل الحقيقي له، وهي بالتالي لن توافق إلا بعد موافقة ماما أمريكا، والأخيرة لن توافق أيضا إلا بموافقة حبيبة القلب والفؤاد دولة إسرائيل.. يعني.. يعني لن تحلق طائراتنا لمهاجمة إسرائيل إلا بموافقة دولة إسرائيل. أرجوكم لا تضحكوا من خيالي الواسع، فقد يأتي اليوم الذي تصبح فيه هذه الهواجس حقيقة واقعة!!
يا سادة إذاما وافق مرسي وجماعته علي هذا المشروع بمثل هذا القانون المعلن، وبمواده الفضيحة فلابد من محاكمة الرئيس وجماعته بتهمة الخيانة العظمي، لأن جريمة بيع الأوطان لا تعادلها جريمة أخري في التاريخ أرجوكم لا تبيعوا مصر بدعوي الاستثمار لأن شرف الأوطان لا يباع ولا يشتري ولو بمال قارون.. والله ستلعنكم الأجيال القادمة في كل كتاب وملة.