عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حمير العنب

هل يعيد الشعب المصري انتخاب الإخوان مرة أخري؟
سؤال واجهني به مواطن مصري في إحدي المصالح الحكومية.. ووجدتني أجيب عنه بالآتي:

أولاً: نتائج الإخوان في الانتخابات الطلابية، وفشلهم في الحصول علي رئاسة اتحاد طلاب مصر، والكثير من المقاعد فيه هو بمثابة بروفة لشعبية الإخوان المتآكلة، خاصة أن الانتخابات الطلابية كانت ساحة محببة ومفضلة للإخوان لحصد البطولات فيها.
ثانياً: نتائج الانتخابات في العديد من النقابات المهنية والعمالية وآخرها نقابتي الصحفيين والصيادلة يمكن أيضاً اعتبارها بروفة واقعية علي انحسار زمن الإخوان، خاصة أن النقابات المهنية ظلت عقوداً مرتعاً لهم ولمريديهم.
ثالثاً: نجاح حملة «تمرد» التي تهدف لسحب الثقة من مرسي في جمع أكثر من مليوني توقيع خلال أقل من ثمانية أيام فقط، يعني أن الناس كفرت بالإخوان وحكمهم، وهذا ما سيترجمه الشعب في صناديق الانتخابات في أي جولة برلمانية قادمة.
لكن الرجل فاجأني بصرخة عالية، وهو يقول: يا سيدي كل ما ذكرته صحيح، لكن ذلك كله مقصورعلي مجتمع الصفوة والنخبة التي تمثلها سيادتكم، وأمثالكم من الكائنات الفضائية، التي تركت الشارع للإسلاميين عقوداً طويلة، وتفرغت للنضال الفضائحي من خلال الاستوديوهات المكيفة والأضواء اللامعة، لكن الإخوان يا سيدي يراهنون علي رجل الشارع الغارق في الفقر والجهل والمرض.. وهذا المواطن هو ناخب مثالي ونموذجي بالنسبة للإخوان.. لأنهم يستخدمون أبشع أساليب الكذب والغش والخداع، بل لا أبالغ إذا ما قلت إن الإخوان يستخدمون البسطاء كـ «مطية» يركبونها لتوصيلهم إلي مقاعد السلطة والنفوذ، بل إنهم يتعاملون مع هؤلاء المساكين كـ «حمير العنب» التي تحمل العنب علي ظهرها ولا تتذوقه!
وأردف قائلاً: هؤلاء يا سيدي هم الخطر الأكبر في إعادة انتخاب الإخوان مرة أخري وحملهم إلي مقاعد السلطة!
قلت له: والله معك حق يا سيدي.. لقد أثبت لي أن الشعب - أحياناً - يكون أعلم من نخبته، وتحليلاته أكثر واقعية من دعاته ووعاظه،

وحتي أدلل لك علي صدق تخوفاتك، دعني أقل لك إن أكثر مواطني مصر فقراً وجوعاً، وأكثرهم بؤساء وشقاء هم أهل الصعيد وعلي رأسهم مواطنو الفيوم وسوهاج وقنا.. هل تصدق يا سيدي أن هؤلاء البؤساء قالوا «نعم» للدستور الإخواني ولم يستجيبوا لصراخ المعارضة، الذي وصل لحد «لطم الخدود»، رغم أن هؤلاء المواطنين هم الأولي برفض كل شيء يأتيهم من الإخوان، لأنهم تعرضوا لأكبر «مقلب» في حياتهم عندما أنجحوا مرسي وصدقوا وعود جماعته، ومع ذلك لم يحصدوا إلا العلقم والإهمال والتجاهل.. هل تصدق يا سيدي أن أهل الفيوم قالوا «نعم للدستور» بنسبة تجاوزت الـ 90٪ وأن أهل قنا قالوها أيضاً بنسبة تجاوزت الـ 80٪.
ومن هنا كتبت لهم مقالاً عنونته بكلمة واحدة «تستاهلوا».
قال لي: إذن أنت تعطيني الحق في مخاوفي من حصاد الجهل والفقر؟
قلت: معك حق بالفعل.. لكني أذكرك بمقولة تتردد عالمياً وهي أن الشعوب تستحق حكامها.. فالنازي هتلر جاء بإرادة شعبية، ومهاتير محمد اختاره الشعب أيضاً.. فكل شعب يستحق حاكمه، خاصة إذا ظل فترة طويلة كما هو الحال مع الكثير من الحكام التي ابتليت بهم الشعوب العربية.. فادعوا الله معي أن يفيق الشعب من غفوته ويدرك كارثية اختياراته السابقة قبل الثورة وبعدها.