رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الإخوان.. والسفينة تايتنك

أحوال مصر الآن لا تختلف كثيراً عن أحوال السفينة الشهيرة تايتنك فكلاهما يقودها قبطان مغرور جاهل بأمور القيادة! ولكن أتمني ان يكون مصير مصر مختلف عن مصير تايتنك.
بح صوتنا ونحن نصرخ في القبطان احذر أنت تسير في الاتجاه الخاطئ.. احذر أمامك كوارث ومصائب لا تقل عن الجبل الجليدي الذي تحطمت بسببه تايتنك، وتهدمت جوانبها حتي تدفقت المياه داخلها، وغاصت في قاع المحيط الأطلنطي، ولكن القائد أغلق عقله وقلبه قبل أن يغلق أذنيه، وقال كلماته الشهيرة من قال ان مصر ستفلس، فهو المفلس، ومن يقل مصر ستقع أقول له وقع في ركبك!!

تماماً.. تماما كما كان يقول قائد تايتنك المغرور، هذه سفينة لا تغرق أبداً، ولم يتخذ من الاحتياطات اللازمة ما يمكنه من تلافي غرق السفينة، بل انه أحضر قوارب نجاة لا تستطيع حمل وانقاذ أكثر من نصف عدد الركاب فقط، علي أساس ان السفينة لا تحتاج لقوارب انقاذ حتي لا تشوه منظر السفينة البديع!!
حتي عندما جاءه الضابط الشاب وأخبره بخبر الجبل الجليدي شكك في أقواله، ورفض ان يصدقه، حتي رأي الكارثة بأم عينيه، وهو يري شلالات المياه الهادرة تدك جدران السفينة المتداعية وما ان انهارت مقاومة السفينة وأصبح غرقها أمراً حتمياً حتي أمسك القائد بمسدسه وأطلق علي رأسه النار متحملاً خطأه في الإدارة وفشله في القيادة!!
أما إخوان مرسي ومستشاروه فيذكروني بهؤلاء البؤساء، الذين كانوا يعزفون لحن الزفاف بينما الماء يرتفع يكاد يصل إلي رقابهم، دون ان يتخلوا عن عزف أنشودتهم الخالدة حتي جاءتهم النهاية وهم يعزفون.
الاختلاف بين عزف الإخوان وعزف موسيقي تايتنك ان الإخوان يعزفون ويرددون أكاذيبهم ليل نهار لالهاء الناس وتحذيرهم فيتبارون في ترديد الإنجازات الوهمية للقبطان الملهم رغم ان مياه المحيط تكاد تصل إلي رقابهم أيضاً لتقول لهم اصحي يا بجم.. أنت هالك وغيرك هالكون.. لكنه لا يحس ولا يشعر ويواصل ترديد العزف

علي أنغام سيمفونية الخراب.
أما عازفو تايتنك فقد كانوا يعزفون لإحساسهم بمسئوليتهم عن إسعاد البشر حتي اللحظة الأخيرة من حياتهم، أي أن إحساسهم بالواجب جعلهم يتحدون الموت ويواصلون العزف لان مهمتهم إسعاد البشر.
الاختلاف الثاني ان تايتنك الخالدة جسدت لنا اسطورة خالدة، وأمتعتنا بالفنان العملاق ليونارد دي كابريو، والفاتنة كيت وينسلت.. أما تايتنك المصرية فقد صدرت لنا أبطالا من نوعية العريان والبلتاجي وغزلان، وفاتنة الشرق والغرب أم أيمن.
أما آخر الاختلافات فهو «مصير» القائد بعد غرق سفيتنه.. ففي تايتنك أمسك الرجل بمسدسه وأنهي حياته، فهل يفعل مرسي نفس السلوك ويتحمل تبعات سوء إدارته وفشل قيادته.. أنا شخصياً أشك في ذلك، ليس لإيمان مرسي وإدراكه بحرمة الانتحار، ولكن لان الرجل هو وأخواته منحهم الله جلوداً سميكة.. لا تعرف الندم ولا تدرك المسئولية ولا تتحمل تبعاتها.. الكذب بضاعتهم.. والدين وسيلتهم للضحك علي البسطاء.. فهم يقولون للجائع الذي لا يجد قوت يومه لا تحزن يا أخي.. فالجنة لا يدخلها إلا الفقراء من أمثالك، وفيها اللحوم والأسماك وكل شيء لا تملك شراءه في الدنيا.. والسؤال الآن هل نترك مصر تلقي مصير السفينة تايتنك.. أم نضرب علي يد القبطان ونقول له: ارحل يا فاشل حتي لا نسقط في قاع المحيط.