عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الوجه القبيح للثورة

 

لا أدري لماذا نندهش مما حدث في مباراة الزمالك والافريقي التونسي.. فما حدث في هذه المباراة.. أو قل المعركة الحربية.. هو نفسه ما حدث في مصر بعد الثورة.. فالمباراة كانت تسير في تنافس كروي جميل.. وأخوة أخاذة.. وكان الفريق المصري قاب قوسين أو أدني من تحقيق النصر.. وقبل ان تنتهي المباراة.. بثلاث دقائق.. هجمت قوات التتار الجديدة.. وتدفقت علي أرض الملعب بلا وعي تكسر وتدمر وتنهب.. بل وتستولي علي متعلقات لاعبي تونس.. الذين جاءوا للعب مباراة في كرة القدم ولم يتخيلوا لحظة واحدة.. أنهم سيقعون فريسة سهلة لقطاع الطرق وعصابات السرقة والنهب.. فأصيب منهم من أصيب.. وفقدت مصر كرامتها وكبرياءها علي يد مجموعة من الهمج واللصوص!!

ولو نظرنا بتمعن إلي الأمر سنجده.. وقد تكرر بحذافيره مع مصر بأكملها فقد حدث فيها ما يؤكد بحق المقولة التي تقول »الثورات يخطط لها الدهماء.. وينفذها الشجعان.. ويجني ثمارها الجبناء«!!

فقد خطط للثورة مجموعة من خيرة شباب مصر.. تمتلئ قلوبهم بحب مصر.. ورغبة في تغييرها للأفضل.. فقام هؤلاء ومعهم مجموعة من البشر ضمت الشعب المصري رجاله ونساءه.. شبابه وشيوخه.. انطلقوا لا يهابون شيئاً.. حملوا أرواحهم علي أكفهم.. فسقط منهم مئات الشهداء وآلاف المصابين.. وبعد ولادة متعسرة.. انتصرت الثورة.. وخرج من رحم المأساة الكبري مولود جديد، مبشر بالأمل اسمه »ثورة يناير« وفجأة وفي عز فرحتنا انقض علي المشهد في مصر مجموعة من اللصوص وقطاع الطرق.. والهجامين.. فعاثوا في الأرض فسادا.. فحطموا المرافق العامة ونهبوا وحرقوا أقسام الشرطة.. وتسيدوا المشهد ليتحقق ولأول مرة انتصار الحرامية علي العسكر.. وهو وضع »كارثي« لأننا حتي في لعبة »الاستغماية« التي كنا نمارسها ونحن صغار.. كان »العسكر« لابد أن ينتصروا مهما كانت حيل ومهارة »الحرامية« وهنا تستقيم الأمور.

وانظروا معي الآن للمشهد في مصر.. في الثورة العظيمة التي خطط لها أشرف شباب مصر.. ونفذها أطهر أفراد شعبها.. فمن جني ثمارها؟!

انهم »البلطجية« بكل أنواعهم.. منها ما هو بلطجي سياسي.. قفز

علي الثورة وادعي انه شارك فيها.. وألهم عقول شبابها.. وبلطجية يلتحفون بالدين ظلما وعدوانا.. رفضوا المشاركة في الثورة في بدايتها.. وكفروا أبطالها وقالوا »ان الصبر علي الحاكم الظالم ستين عاما.. لهو أفضل من »هرج« ساعة!!« وما ان انتصرت الثورة حتي خرجوا من جحورهم وتصدروا المشهد في مصر ومارسوا فيها وفي مساجدها جميع أشكال البلطجة والقبح.. أما الفئة الثالثة من البلطجية فنقصد بهم.. بعض أرباب السوابق.. من القتلة واللصوص وهؤلاء كان همهم الأول حرق الأقسام.. وتحطيم السجون.. لتسود دولتهم وليدوسوا بأحذيتهم البالية علي »سيادة القانون«.. ومع هؤلاء انضم إليهم قلة من سائقي الميكروباص.. والباعة الجائلين.. أناس لا تنجح بضاعتهم إلا في ظل الفوضي.. لذلك يحارب هؤلاء وأصحاب البلطجة الدينية كل محاولات عودة الشرطة إلي مواقعها لتوفر لنا الأمن والأمان!!

ولك الآن أن تتساءل أين أبطال الثورة.. أين رجالها.. أقول لك لا مكان لهؤلاء بعد أن اختطف الجبناء والبلطجية ثمرتها.. فهل نسمح لهؤلاء أن يحكموا مصر.. وينفذوا فينا قوانينهم وأسلوب عملهم الإجرامي هذا هو السؤال؟! مطلوب من المجلس العسكري ان يضرب بيد من حديد علي يد هؤلاء البلطجية ليعود للثورة وجهها الجميل.. ولا يسطو هؤلاء الأفاكون علي إنجازاتهم وثمرتها.. فهؤلاء هم بحق الوجه القبيح للثورة العظيمة فأرجوكم.. أعيدوا القانون ليقضي علي دولة البلطجة!!