عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناشط «المخلوع» بسلامته

شر البلية ما يضحك.. قرأت خبرًا طريفاً بجريدة الوطن يوم الأحد الماضي يقول خلع زوج بسبب كونه ناشطاً سياسيًا!!
أما تفاصيل الخبر فتقول إن احدي الزوجات التي تقطن واحدا من الاحياء العشوائية المتطرفة بمصر الجديدة تقدمت إلي المحكمة بعد زواج استمر 17 عاماً تطلب الخلع من زوجها الناشط السياسي بعد أن يئست من إصلاح أحواله فقد كان صاحبنا يعمل باليومية، ورزق يوم بيوم والحياة ماشية، وما أن قامت الثورة حتي أرشده أصحاب السوء إلي عمل يدر ربحاً أعلي وأوفر ويوفر له مكانة لا يحلم بها، وهي أن يتخذ من ميدان التحرير قبلة له ومكانا لا يبرحه أبدًا، وبهذا سيكتسب لقب ناشط سياسي وهو جواز مروره لعالم المشاهير من الفنانين والسياسيين الذين باتوا يخطبون ود صاحبنا وأمثاله، بل وتتسابق المحطات الأرضية والفضائية للتسجيل مع جنابه وذكر تاريخه النضالي الذي يفوق تاريخ سعد والنحاس معاً!!

المهم أن صاحبنا الناشط السياسي بسلامته عاش الدور وكان يقدم لزوجته بعضا مما كان يناله من دولارات ودينارات حسب الدولة الراغبة في تطويع ثورة مصر ووضعها في جيبها الأصغر، حتي هدأت الأمور السياسية بعض الشيء في البلد، وانصرف رواد التحرير إلي أكل عيشهم، فحاول صاحبنا البحث عن لقمة عيش طرية أخري في الاعتصامات الفئوية فوجدها «معفرة» وأقصاها ساندوتش الفول والطعمية، فنضب المال في يديه خاصة بعد قيام الدولة بكشف قضية التمويلات الأجنبية لبعض الجماعات والائتلافات ولبعض النشطاء.. فانقطع الرزق الحرام عن صاحبنا، وبالتالي لم يجد ما يقدمه لزوجته وأولاده ليسد رمقهم، فاضطرت الزوجة التعيسة إلي بيع عفش البيت قطعة قطعة أملاً في إصلاح أحوال المعدول! ومع ذلك لم ينصلح، وفي يوم من الأيام فتشت في جيوبه الخاوية لتجد كارتاً شخصياً كالذي يحمله المشاهير وأصحاب الحيثية، ولما كانت المسكينة لا تقرأ ولا تكتب، فاستعانت بابنها التلميذ يقرأ لها محتوي الكارت، وهنا كانت المصيبة والكارثة بعد أن قال لها ابنها أن الكارت يحمل اسم والده، ورقم تليفونه المحمول ومدون أسفله وظيفة ناشط سياسي، فرقعت الزوجة بالصوت الحياني، لأنها أدركت أن أبو العيال انحرف، وراح لسكة الحرام!! وبعد حضوره واجهته الزوجة فاعترف الرجل بارتكابه الرذيلة السياسية، بل وأكد لها

بكل فخر أنه أصبح الآن ناشطاً سياسياً وقد وعده زملاءه النشطاء بالتحرير بالبحث عن وظيفة تناسب مكانته الجديدة، لأن أمثاله لا يصح أن يهينوا أنفسهم بالعمل التافه الذي كان يمارسه في السابق!!
صرخت فيه الزوجة ناشط يعني صايع.. هي دي الوظيفة الجديدة بتعاعتك، وعلي الفور خرجت من البيت لأقرب محامٍ حتي يرفع لها قضية خلع ضد المعدول الذي مال حاله ليكون صاحبنا هو أول ناشط سياسي تخلعه زوجته بعد أن كان يفاخر الأمم بأنه خلع مبارك من عرشه.
وللأسف حكاية صاحبنا تتكرر كل يوم، فبعض ممن لا عمل لهم اعتبروا التحرير ساحة عمل وأكل عيش بعد أن كان ساحة لأشرف نضال، وسالت علي أرض أعظم دماء لأشرف شباب في مصر ليؤكدوا القاعدة العالمية التي تقول إن الثورات يخطط لها «الدهاه» وينفذها «الشجعان» ويجني ثمارها «الجبناء»!!
وقد ساهمت أجهزة الاعلام وبخاصة قناة الجزيرة الفضائية «مباشر مصر» في صنع أبطال من ورق، ونجوم أطلقت عليهم لقب نشطاء سياسيين، وهم أبعد ما يكونون عن السياسة والفهم فأصبح هؤلاء نجوم الحوارات الفضائية والصحفية لذلك كان يحرص هؤلاء علي عدم ترك الميدان أبداً، بل وكانوا يحرصون علي اشعال الأمور، ونصب الخيام والاعتصام بسبب وبلا سبب متخذين من الثورة مطية لهم ومن شعارات الصناعة ينادون عليها ليل نهار.. بل أصبح تواجدهم في الميدان مسألة حياة أو موت كصاحبنا المخلوع زوجنا، وللأسف أساء هؤلاء للثورة ولوثوا صفحتها البيضاء وتاجروا بدماء شهدائنا الأبرار.