عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المليونية الفاشلة.. ورأس المشير الطائرة

مليونية «فشنك» وفاشلة.. هكذا علقت الصحف ووكالات الأنباء علي المليونية التي دعا لها نفر من الساسة والقوي السياسية المعارضة للإخوان، وهنا علينا أن نتساءل عن أسباب هذا الإخفاق؟..

في رأيي المتواضع أن السبب الأول لفشل التظاهر هو غياب «الظهير السلطوي» لها فقد كانت جميع التظاهرات السابقة المناوئة للإخوان تتم في وجود المشير طنطاوي ورفاقه في المجلس الأعلي، الذي كان يمثل وجودهم رمانة الميزان في صراع القوي السياسية مع الإخوان، خاصة مع التصريحات المتكررة للمشير، والتي كان يؤكد فيها أنه لن يسمح لأي فصيل سياسي باختطاف مصر - في إشارة واضحة للإخوان المسلمين - فكان هذا الموقف القوي من المشير يمثل ظهيراً سلطوياً للقوي الرافضة والمعارضة لحكم الإخوان، ولا يعني هذا أن نكرر مقولة الإخوان الظالمة بأن المشير كان يدعم الثورة المضادة لأن ليس كل الرافضين لحكم الإخوان ثورة مضادة، بل إن هناك من شارك في الثورة قبل الإخوان أنفسهم يقفون الآن في مقدمة الصفوف المعارضة لمسلكهم وانفرادهم بالسلطة واللغة المتعالية التي يستخدمونها، بالإضافة لقيامهم بإرهاب خصومهم وتخوينهم، ورميهم بالأباطيل.
ولكن كل ما في الأمر أن موقف المشير القوي كان يقوي ظهر المعارضين للإخوان، أما الآن وبعد أن رأت جميع القوي الرافضة لأخونة مصر وهيمنتهم علي مفاصل السلطة في مصر بعد أن رأوا بأم أعينهم «رأس» المشير الطائرة انبطحوا وأدركوا قدرة الإخوان علي «الغدر» بخصومهم بمختلف الأسلحة المشروعة وغير المشروعة، وهو ما جعلهم يتورعون عن ارتكاب مذبحة قلعة جديدة ضد المشير والفريق وعدد من كبار القادة في المجلس العسكري.. ولعلي لا أبالغ إذا قلت إن هذا هو أهم أسباب فشل مليونية 24 أغسطس، بالإضافة لأسباب عديدة أخري علي رأسها حالة الرعب والفزع التي أشاد بها الإخوان حول التظاهرة سواء

بإهدار دم المشاركين فيها، أو اتهام أصحابها بالتخطيط لإحراق مقارهم ونيتهم في التصدي لذلك، مما أصاب الشارع المصري بالرعب والفزع شبيه بما حدث منهم أثناء جولة الإعادة وإعلان اسم المرشح الفائز، حينما صوروا لنا أن الدم سيتدفق أنهاراً في شوارع مصر وميادينها إذا ما خسر مرشحهم، كما أن توقيت المليونية أيضاً تسبب في فشلها، فلو تمت عقب مرور الـ 100 يوم التي تعهد فيها مرسي بإنجاز ملفات خمسة يصعب حلها ولو في 1000 يوم، مثل: الأمن والخبز والوقود والمرور والنظافة، فلو تمت هذه المليونية بعد هذه المدة لكانت أوقع وأكثر تأثيراً، وربما كان الظهير الشعبي الذي سيؤيدها ويشارك فيها سخطاً علي حكم الإخوان واعتراضاً عليه تعويضاً لها عن غياب الظهير السلطوي الذي ضاع برحيل المشير ورفاقه بهذه الطريقة الغادرة.. وفي رأيي أن هذه التظاهرة أفادت الإخوان أكثر من أي طرف آخر لأنها أظهرت المعارضين لها في مظهر هزيل مضحك، حتي أن عدد عربات الإسعاف أمام المنصة كان أضعاف عدد المشاركين في المليونية «الفشنك».. لهذا نقول إن الإعداد الجيد لأي خطوة جديدة لمعارضي الإخوان يجب أن يتم بحساب وبدقة حتي لا تتكرر المهزلة.