عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خذ بالك من صوتك.. الأتوبيس فيه نشالين!

نصيحة طيبة كان يطلقها كمسارى الأتوبيس لركابه حتى يحميهم من الأيدى الخفيفة للنشالين، حمانا الله ووقانا شرورهم، وعلى الفور كان كل راكب يتحسس جيبه ومحفظته، حتى يتأكد من وجودها، وعدم وصولها إلى أيدى أصحابنا «البُعدة»، وبالطبع كان النشالون يغضبون أشد الغضب من الكمسارى المسكين،

وأحياناً يجعلونه هدفاً لشرورهم فـ «يغزه» بمطواة فى جنبه أو يستخدم مهارته فى نشل حصيلة عمله وهنا تكون الكارثة الكبرى التى قد تعرض الكمسارى المسكين للسجن، لذلك كان الكثير من الكمسارية يلتزمون الصمت رغم معرفتهم بشكل النشال وطبيعة عمله، بل وكان بعض الأشرار منهم يطلق صيحته الشهيرة خللى بالك من محفظتك.. الأتوبيس فيه نشالين.. وعلى الفور يقوم كل راكب بوضع يده على مكان محفظته ونقوده فيسهل للنشال معرفة موقع الفلوس على سبيل التحديد فيقوم بعمله على خير وجه!!
هذا الدور الذى كان يقوم به كمسارى الأتوبيس تقوم به الصحافة وجميع وسائل الإعلام حالياً، فهى تصرخ فى ركاب «أتوبيس الوطن» خللى بالك من صوتك.. الأتوبيس فيه نشالين كتير.. وهذا فى رأيى أعظم دور للصحافة ولجميع وسائل الإعلام هو التنبيه والتحذير ودق الأجراس حتى لا تتسلل أيدى النشالين والهباشين إلى أصوات الناخبين، فتخطفها بكل سهولة و«خفة يد»، وهو دور مقدس لوسائل الإعلام الحرة فى كل زمان ومكان لا تحيد عنه أبداً، ولكن بعض وسائل الإعلام الممولة والمرتعشة من سيطرة التيار الإسلامى على المشهد السياسى كانت تمارس الصمت حيال الممارسات والألاعيب الإخوانية لنشل أصوات الناخبين، بل وأحياناً كانت تشارك فى الجريمة كما كان يفعل أخينا كمسارى الأتوبيس «المتآمر» الذى يقول لك خللى بالك وهو يسهل مهمة النشال فى الوصول للمحفظة.
وطبيعى أيضاً أن يغضب الإخوان من الإعلام ويتهمون رجاله بأنهم سحرة فرعون ومدمنو التزييف والتضليل والكذب، لأن

الإعلام دأب على كشفهم، وتعريتهم أمام الرأى العام ليقول للشعب هؤلاء هم من انتخبتهم ومنحتهم صوتك وثقتك «ها هم يفعلون كل شيء لأجل مصالحهم الخاصة أو مصلحة جماعتهم دون النظر لمصالحك وهمومك، وكم من تشريع فى مجلس الشعب «مرره» هؤلاء فى ظلمة الليل لخدمة مصالحهم الخاصة أو لإزاحة خصومهم ومنافسيهم كما حدث فى القانون المشبوه المسمى بـ «قانون العزل السياسي».
كان واجباً على وسائل الإعلام أن توضح للناس أن سلوك هؤلاء لا ينتمى للإسلام، ومن الظلم يسبقه للإسلام لذلك دائماً أقول أسموهم «المتأسلمين» وليسوا الإسلاميين لأننا جميعاً إسلاميون، ومؤمنون بالله ورسوله ونسعى لرضاء الخالق بالعمل والصدق لا بالشعارات الزائفة والكذب، لذلك أقول لكل مصرى غداً حكم ضميرك، وانظر لسلوك هؤلاء الذين منحتهم صوتك فى الانتخابات البرلمانية فإذا أعجبك سلوكهم ورضيت عن أفكارهم، فامنحهم صوتك وتحمل تبعات ذلك.. لا تنس أن الصوت أمانة وشهادة أمام الله، أما نحن رجال الإعلام فلن ترهبنا أقوالهم ولن ترعبنا تهديداتهم وسنظل نصرخ بكل أمانة «خللى بالك من صوتك! أتوبيس الوطن به نشالين كتير» ولن نأبه أبداً لغضبة وثورة النشالين وتهديداتهم.. والله خير حافظ لمصر وشعبها الطيب.