رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

«شرشحة» الرؤساء.. وميثاق الشرف

مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية.. ظهرت على السطح ظاهرة قبيحة ما كنا نتمناها وهى «الشرشحة» بين الكثير من مرشحى الرئاسة والشرشحة صفة مذمومة ومرفوضة من أى شخص عادى فما بالك بالمرشح الرئاسى، الذى سيعتلى عرش البلاد بعد أقل من شهر واحد!!

فقد بدأت حرب تكسير العظام بين الكثير منهم، لا فرق فى ذلك بين مرشح إسلامى ومرشح عادى، وكل واحد منهم يحاول النيل من خصمه أو خصومه فظهرت اتهامات التمويل الخارجى والكذب وتهمة «الفلفلة» التى جاءت من صفة فلول وللأسف تلقف العوام اتهامات مرشحى الرئاسة ورددوها فى كل المواكب والتظاهرات، وهكذا انتقلت عدوى الشرشحة من الحكام المحتملين إلى الشعب.. صحيح أن الحاكم من الشعب وبعضهم من أحياء شعبية اشتهرت فيها الشرشحة إلا أن جلال المنصب ووقاره كان يفرض عليهم الالتزام والوقار قد يقول قائل إن هذه سمات الانتخابات فى بلادنا، فكل طرف يلجأ لإهانة الخصم والمنافس، وتوجيه أبشع الاتهامات إليه حتى لو كان ذلك بالباطل.. ولا يمكن أن ننسى الخصم الماكر لأستاذ الجيل أحمد لطفى السيد الذى كان يفاخر فى كل ندواته ولقاءاته أنه رجل «ديمقراطى» فاستغل خصمه جهل الناخبين، وأفهمهم بأن الديمقراطية إنما تعنى تبادل الزوجات وأن الرجل الديمقراطى هو لامؤاخذة رجل «ديوث» يوافق على أن يبادل زوجته بزوجة رجل آخر وبالطبع لم يفطن أستاذنا للحيلة الماكرة لخصمه، واستمر يردد فى كل جلساته الانتخابية أنه رجل ديمقراطى، وبالطبع سقط أستاذنا سقوطاً سريعاً، ولما سأل أهل الدائرة عن السبب فى سقوطه قالوا له يعنى عايزنا آخر الزمن ننتخب لامؤاخذة واحد ديمقراطى!!

إذن الانتخابات غالباً ما تشوبها معارك وتكسير عظام ودماء تسيل، ولكن مقام ومكانة «الرئيس» كان يفرض على المرشحين أخلاقيات أسمى، وأكثر احتراماً، خاصة ممن يتحدثون باسم الإسلام والذين تباروا مع الآخرين فى طعن الخصوم وإلصاق التهم الباطلة بهم.

والحل فى رأيى المتواضع بضرورة وضع «ميثاق شرف» لمرشحى الرئاسة يلتزم به الجميع يجرم الشرشحة واتهام المنافسين بالباطل، وعلى اللجنة العليا للانتخابات أن تفعل سيادة القانون ولا تخشى من أحد ولا من ثورات العوام حتى نضمن خروج الانتخابات الرئاسية بكل شرف ونزاهة يُحيى الخاسر الفائز ويهنئه، ولا يخرج منها المرشح مثخناً بالجراح والآلام.

وعلينا نحن عموم شعب مصر أن نختار مرشحاً لا شرشوحاً لأن الأخلاقيات ستكون المحدد الأول لتعامله مع خصومه ومعارضيه، فإذا ما قبل على نفسه الهبوط الأخلاقى وهو مرشح فماذا يفعل وهو يملك السلطة والجاه وتسخر له جميع الأجهزة الاستخبارية والشرطية، يا سادة رئاسة مصر أسمى من كل ذلك واحترام المنافس دليل احترامك لنفسك وشعبك.. أرجو أن تعلمونا سمو الأخلاق لا الشرشحة والدس للخصوم، فالأخلاق هى الأبقى والأهم.