رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الغاز.. والخيانة العظمى

طوال عام وبضعة شهور ومنذ قيام الثورة لم أجد قراراً أدخل السعادة والسرور إلى نفس كل مصرى سوى القرار الجريء بوقف تصدير الغاز إلى عصابة الكيان الصهيونى، ورغم محاولة الحكومة الإيعاز للعالم أنه قرار تجارى بحت يتعلق بإخلال شركة الشرق الأوسط (الوسيطة) بالتزاماتها المالية، وامتناعها عن دفع 100 مليون دولار لمصر، إلا أن القرار إنما يأتى استجابة لرغبة شعبية خالصة كانت ترى تصدير الغاز إلى إسرائيل ودعم اقتصادها، وبأقل من الأسعار العالمية ما هو إلا خيانة وطنية عظمى وهم محقون فى ذلك كل الحق، فإذا لم تكن هذه هى الخيانة فأين هى الخيانة إذن وما هى تعريفاتها!

فلا توجد دولة فى العالم لجأت لدعم اقتصاد عدوها مثلما فعلت حكومة مصر، والتى كانت تقدم الغاز المصرى على طبق من ذهب للعدو وبما يوازى 40٪ من احتياجاتها من الغاز، والذى تعمل من خلاله محطات الكهرباء التى تقدم بالتبعية إنتاجها من الطاقة إلى مصانع السلاح الإسرائيلى، والتى تقدم إنتاجها بالتبعية أيضاً إلى الجيش الإسرائيلى المعادى لمصر والعرب والإسلام، أى أننا بكل بساطة، وكنا نقدم للعصابة الصهيونية الغاز المصرى لتنتج سلاحاً تستخدمه اليوم أو غداً لتقتلنا وتقتل أولادنا وأحفادنا، أرأيتم بلاهة أكثر من ذلك، والأمر والأتعس والأكثر كارثية فى الموضوع أننا نقدم لهم هذا الغاز المصرى بأسعار تقل عن الأسعار العالمية للغاز بدرجة ملحوظة أظن أن ذلك لا يمكن اعتباره «بلاهة» وإنما يدخل فى إطار وصف آخر وهو «الخيانة»!!
وعندما وصف قادة إسرائيل رئيسنا المخلوع بـ«الكنز الاستراتيجى» لم يكن ذلك خطأ منهم، ولكنه كان تعبيراً دقيقاً ووصفاً أميناً للرجل وما قدمه من «خدمات» للعصابة الصهيونية المسماة بدولة إسرائيل والتى تفوق فى عطائها ما قدمه القادة التاريخيون الكبار لهذه العصابة فمثل هذا العقد، وأقصد به عقد توريد البترول، يجب تدريسه فى المدارس كمثال على فساد والذمم وخراب الضمير، وتفضيل المصلحة الخاصة على المصلحة العامة، فقد احتوى العقد على كمية من الغش والتدليس

ما لا تجد له مثيلاً فى أى عقد فى التاريخ، ولا أبالغ إذا ما قلت إن العقد الإنجليزى لاحتكار قناة السويس، لم يحتو على مثل هذا الغبن لمصر وشعبها، فإن تقدم لعدوك الطاقة التى تساعده فى تصنيع السلاح الذى سيستخدمه ضدك فهذا نوع من الخيانة، ولا يمكن تبريره، بأى مبرر كان.
لقد حزنت عندما قرأت على لسان الوزيرة الفاضلة فايزة أبوالنجا أن مصر يمكن إعادة النظر فى قرار وقف تصدير الغاز إلى إسرائيل بشرط إعادة النظر فى الأسعار وإعادة تقييمه بالسعر العادل، ومبعث حزنى أن هذا الكلام يتعارض تماماً مع الرغبة والإرادة الشعبية والتى وضحت وضوح الشمس بعد اتخاذ قرار وقف التصدير إلى عصابة إسرائيل، ولا ينبغى أبداً بعد الثورة أن نأخذ قرارات صادمة وضد مصالح الجماهير، فأسلوب العناد الغبى الذى كان يتبعه نظام المخلوع ولى وانتهى إلى غير رجعة، فالأمة مصدر السلطات ورغبات الشعب المصرى أوامر، لذلك فهو يقول لكم صدروا الغاز لأى بشر فى الدنيا إلا إلى إسرائيل حتى لا نساهم بأيدينا فى صناعة السلاح الذى ستقتلنا وسيقتل أولادنا غداً يا مسئولى مصر.. الشعب المصرى قال كلمته وعليك السمع والطاعة هذه هى أبسط قواعد الديمقراطية والتى دفعنا فيها دم شهداءنا.. أغلى ما نملك فى الحياة من أجلها، وثمناً لها.